الامام علي بن موسى الرضا نسبه وولادته

(وقت القراءة: 3 - 5 دقائق)

هو الإمام علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وكنيته أبو الحسن. ومن أشهر ألقابه: الرضا، ولقب بذلك لأنه رضي به المؤالف والمخالف. أمه أم ولد اسمها تكتم، وقيل: أم البنين، وقيل: نجمة.

قال الشاعر يمدح الإمام الرضا:

ألا إن خير الناس نفسا ووالدا * ورهطا وأجدادا علي المعظم

أتتنا به للعلم والحلم ثامنا * إماما يؤدي حجة الله تكتم

ولد في المدينة المنورة في سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة، وتولى الإمامة بعد أبيه الإمام موسى بن جعفر مدة عشرين سنة. وعاصره من ملوك بني العباس: أبو جعفر المنصور، ثم ابنه محمد الملقب بالمهدي، ثم موسى الملقب بالهادي، ثم هارون الملقب بالرشيد، ثم محمد بن هارون الملقب بالأمين، ثم عبد الله بن هارون الملقب بالمأمون، وفي أيامه توفي مسموما. وفي سنة 201ه طلب منه المأمون العباسي قبول ولاية العهد، فرفض، إلا أن المأمون أكرهه على ذلك، فقبل ولاية العهد على ألا يأمر، ولا ينهى، ولا يفتي، ولا يقضي، ولا يولي، ولا يعزل، ولا يغير شيئا مما هو قائم، فقبل المأمون منه ذلك، وضرب الدراهم باسمه، وكتب إلى الافاق بذلك، وأمر بترك السواد وهو شعار العباسيين، ولبس الخضرة وهو شعار العلويين. وبعد أن صار وليا للعهد تعاظم أمره عند الخاصة والعامة، وقصده الشعراء بمدحه، فمدحه دعبل الخزاعي بقصيدة مشهورة، وكذلك فعل الحسن بن هانئ المعروف بأبي نواس، ولهذا حاول المأمون العباسي إسقاط محله من قلوب شيعته، فأمر بإحضار العلماء من مختلف الطوائف والأديان لمناظرته، فكان له الفلج عليهم، حتى كتب الشيخ محمد بن علي بن بابويه (قدس سره) كتابا في مجلدين أسماه: (عيون أخبار الرضا)، ذكر فيه جملة وافرة من تلك المناظرات، ومسائل كثيرة وجهت للإمام الرضا، فأجاب عنها.

بعض ما قيل في الثناء عليه

قال الذهبي: علي الرضا، الإمام السيد، أبو الحسن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين، الهاشمي العلوي المدني1. وقال: وقد كان علي الرضا كبير الشأن، أهلا للخلافة2. وقال السمعاني: والرضا كان من أهل العلم والفضل مع شرف النسب3.

وعده ابن حبان في الثقات، وقال: علي بن موسى الرضا... من سادات أهل البيت وعقلائهم، وجلة الهاشميين ونبلائهم، يجب أن يعتبر حديثه... لأنه في نفسه كان أجل من أن يكذب، ومات علي بن موسى الرضا بطوس... وقبره بسناباذ خارج النوقان مشهور يزار، بجنب قبر الرشيد، قد زرته مرارا كثيرة، وما حلت بي شدة في وقت مقامي بطوس، فزرت قبر علي بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه، ودعوت الله إزالتها عني، إلا استجيب لي، وزالت عني تلك الشدة، وهذا شيء جربته مرارا فوجدته كذلك، أماتنا الله على محبة المصطفى وأهل بيته صلى الله عليه وعليهم أجمعين4.

وقال الحاكم النيسابوري: وكان يفتي في مسجد رسول الله وهو ابن نيف وعشرين سنة، روى عنه من أئمة الحديث ادم بن أبي إياس، ونصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن رافع القشيري وغيرهم5. وقال: سمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول: خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة6، وعديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشايخنا، وهم إذ ذاك متوافرون، إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضا بطوس، فرأيت من تعظيمه - يعني ابن خزيمة - لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا5. وقال ابن تيمية: إن علي بن موسى له من المحاسن والمكارم المعروفة والممادح المناسبة للحالة اللائقة به ما يعرفه بها أهل المعرفة7. وقال يوسف النبهاني: أحد أكابر الأئمة، ومصابيح الأمة من أهل بيت النبوة، ومعادن العلم والكرم والفتوة، كان عظيم القدر، مشهور الذكر، وله كرامات كثيرة8. وقال الواقدي: سمع علي [أي الرضا] الحديث من أبيه وعمومته وغيرهم، وكان ثقة، يفتي بمسجد رسول الله وهو ابن نيف وعشرين سنة، وهو من طبقة الثامنة من التابعين من أهل المدينة9. وقال الشبراوي: كان لموسى الكاظم من الأولاد سبعة وثلاثون ولدا ما بين ذكر وأنثى، أجلهم، وأفضلهم، وأشرفهم، وأكملهم الثامن من الأئمة علي الرضا، كان كريما، جليلا، مهابا10. وقال: كانت مناقبه علية، وصفاته سنية، ونفسه الشريفة هاشمية، وأرومته الكريمة نبوية، كراماته أكثر من أن تحصر، وأشهر من أن تذكر... ثم ساق بعض كراماته11. وقال السويدي: علي الرضا كانت أخلاقه علية، وصفاته سنية... وكراماته كثيرة، ومناقبه شهيرة، لا يسعها مثل هذا الموضع12.

وفاته

مات كما قلنا مسموما في صفر من سنة ثلاث ومائتين من الهجرة بطوس من أرض خراسان في مدينة تعرف الان بمشهد، وله من العمر خمس وخمسون سنة، وقبره الان في مشهد يزوره الملايين من شيعته ومحبيه ويتبركون به على مدار العام.

له ولد واحد فقط، هو الإمام أبو جعفر محمد بن علي المعروف بالجواد أو التقي، كان عمره عند وفاة أبيه سبع سنين وأشهرا13.

  1. سير أعلام النبلاء 9/ 387.
  2. سير أعلام النبلاء 9/ 392.
  3. الأنساب 3/ 74. تهذيب التهذيب 7/ 340.
  4. الثقات 8/ 456.
  5. a. b. تهذيب التهذيب 7/ 339.
  6. قال الذهبي في تذكرة الحفاظ 2/ 720: ابن خزيمة الحافظ الكبير إمام الأئمة شيخ الإسلام. وقال أيضا في 2/ 723: هذا الإمام كان فريد عصره. وقال أبو حاتم محمد بن حبان التميمي 2/ 723: ما رأيت على وجه الأرض من يحسن صناعة السنن ويحفظ ألفاظها الصحاح وزياداتها حتى كأن السنن بين عينيه إلا محمد بن إسحاق بن خزيمة فقط. وقال الدارقطني 2/ 728: كان ابن خزيمة إماما ثبتا معدوم النظير (ص 728). وقال ابن حبان في كتابه الثقات 9/ 156: كان رحمه الله أحد أئمة الدنيا علما وفقها وحفظا وجمعا واستنباطا حتى تكلم في السنن بإسناد لا نعلم سبق إليها غيره من أئمتنا مع الإتقان الوافر والدين الشديد إلى أن توفي رحمه الله.

  7. منهاج السنة 2/ 125.

  8. جامع كرامات الأولياء 2/ 156.

  9. عن تذكرة الخواص: 315.

  10. الإتحاف بحب الأشراف: 155.

  11. نفس المصدر: 156.

  12. سبائك الذهب: 75.

  13. نقلا عن موقع الشيخ علي ال محسن .


طباعة   البريد الإلكتروني