المدخل إلى دراسة نص الغدير

(وقت القراءة: 17 - 33 دقائق)

من خلال قراءة في تاريخ الفقه و الكلام الإسلاميين نلتقي ثلاثة اتجاهات و اراء في مسألة الإمامة و الولاية بعد رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) و هي : أولا : نظرية إنعقاد الإمامة بالغلبة و الثورة المسلحة . ثانيا : نظرية الاختيار . و هاتان النظريتان لجمهور أهل السنة . ثالثا : نظرية النص و هي نظرية الشيعة الإمامية . إن النظريتين الأوليين لا تعتمدان نصا صريحا من كتاب الله و سنة رسوله ، فلا نجد نصا في الكتاب و ما صح من سنة رسول الله في الإذن بولاية من اختاره المسلمون إماما لهم باتفاق أهل الحل و العقد ، أو بأكثريتهم ، أو بمبايعة خمسة أو ثلاثة أو واحد من أهل الحل و العقد ، أو بمبايعة جمع غفير من الناس . و لا نجد إذنا من الله تعالى بولاية من تغلب على الأمر بالعنف و القوة ، و لا يصح إسناد شيء من هذه الولايات إلى الله تعالى ، و لا نجد في النصوص الإسلامية إثباتا لشرعية شيء من هذه الولايات على الإطلاق . و بناء على ذلك ، فإن إسناد شيء من هذه الولايات إلى الله ، يعد من الافتراء على الله الذي تستنكره الاية الكريمة من سورة يونس : ﴿ ... قل الله أذن لكم أم على الله تفترون ﴾ 1 . و الولاية و الحاكمية و السيادة على الناس ، لله تعالى فقط في محكم كتاب الله : ﴿ ... إن الحكم إلا لله ... ﴾ 2 و عليه ، فإن الولاية من دون إذن الله ، ولاية محرمة يحظرها الله تعالى على عباده ، يقول تعالى : ﴿ ... ولا تتبعوا من دونه أولياء ... ﴾ 3 ، ﴿ ... وما كان لهم من دون الله من أولياء ... ﴾ 4 فإذا كانت الولاية من دون إذن الله محظورة و محرمة على المؤمنين ، و هو صريح القران ، و لم تكن الولاية بالاختيار و التغلب ، يعتمد إذنا صريحا من الله و رسوله في نص من كتاب الله ، أو ما صح من سنة رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) ، فلا محالة لا يبقى دليل على شرعية مثل هذه الولايات مهما يكن حجم أهل الحل و العقد و مساحة البيعة ، فإذا سقطت نظرية الإختيار و التغلب عن الإعتبار ، فلا محالة تكون نظرية النص هي الأساس في مسألة الولاية و الإمامة . و النصوص على نظرية النص كثيرة ، مثل نص الغدير ، و نص يوم الدار ، و نص الولاية ، و …

و هنا ندرس نص الغدير

حج رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) في السنة العاشرة من الهجرة حجة الوداع ، و خرج معه خلق كثير من المدينة و ممن توافد على المدينة ليخرجوا مع رسول للحج في تلك السنة ، و يتراوح تقدير أصحاب السير لمن خرج مع رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) يومئذ للحج بين تسعين ألفا و مأة و أربعة و عشرين ألفا ، عدا من حج مع رسول الله في تلك السنة من مكة المكرمة ، و ممن التحق برسول الله في مكة من اليمن ، و من العشائر الذين توافدوا إلى مكة للحج . و في عودته ( صلى الله عليه و اله ) من الحج في طريقه إلى المدينة نزل رسول الله ب " غدير خم " في يوم صائف شديد الحر في الثامن عشر من ذي الحجة ، فأذن مؤذن رسول الله برد من تقدم من الناس و حبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ، فصلى بالناس الظهر ، و كان يوما هاجرا ، يضع الرجل بعض ردائه على رأسه ، و بعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء ، و ظلل لرسول الله ( صلى الله عليه و اله ) بثوب على شجرة سمرة من الشمس ، فلما انصرف رسول الله من صلاته قام خطيبا ، فحمد الله و أثنى عليه ، ثم أخذ بيد علي ( عليه السلام ) فرفعها حتى رؤي بياض اباطهما و عرفه القوم جميعا ، فقال : " أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم " ؟ قالوا : بلى . فقال : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " يقولها أربع مرات كما يروي أحمد بن حنبل ، ثم قال : " اللهم وال من والاه ، و عاد من عاداه ، و انصر من نصره ، و اخذل من خذله ، و أدر الحق معه حيث دار ، ألا فليبلغ الشاهد الغائب " . فلما نزل رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) من الأقتاب التي صفت له ، أخذ الناس يهنئون عليا ( عليه السلام ) يومئذ بالولاية ، و ممن هنأه يومئذ بالولاية الشيخان أبو بكر و عمر ، قالا له : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت و أمسيت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة . هذا مجمل حديث الغدير . و رغم الظروف السياسية القاسية التي جرت على المسلمين في الصدر الأول من الإسلام في عصر بني أمية ، و اهتمام الحكام يومئذ بالتعتيم و التكتم على فضائل الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، فقد شاء الله تعالى أن ينشر حديث الغدير ، و يتولى الصحابة و التابعون لهم بإحسان ، و طبقات المحدثين و العلماء بعدهم رواية هذا الحديث حتى استفاض نقله و شاع مما لا يدع مجالا لإشكال أو تشكيك . و قد جمع بعض العلماء طرق حديث الغدير ، منهم أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير و التاريخ ، يقول ابن كثير : و قد اعتنى بأمر هذا الحديث أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير و التاريخ ، فجمع فيه مجلدين ، فيهما طرقه و ألفاظه 5 . و من المتأخرين ، أفرد السيد حامد حسين اللكهنوي مجلدين كبيرين من كتابه "عبقات الأنوار " لهذا الحديث ، بحث في المجلد الأول منهما حديث الغدير من حيث السند ، و في الثاني منهما هذا الحديث من حيث الدلالة و المتن 6 . و أفرد شيخنا الأميني ( رحمه الله ) الجزء الأول من موسوعته القيمة الجليلة " الغدير في الكتاب و السنة " بأسانيد و طرق هذا الحديث الشريف و مناقشة المؤاخذات التي أوردها بعضهم على سند الحديث و دلالته ، و هو من أجل ما كتب في نصوص الولاية ، رحمه الله و تغمده برحمته . و لست أعرف في الإسلام حدثا تواترت فيه الروايات و أخذ من اهتمام علماء المسلمين في كل العصور مثل هذا الحدث العظيم . و لسنا نحتاج بعد هذا النقل المتواتر لحديث الغدير من عصر الصحابة إلى اليوم إلى دراسة سندية لهذا الحديث ، و لكننا مع ذلك سوف نذكر بعض طرق هذا الحديث الشريف مع دراسة موجزة لرجال إسناده . روى الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين : 3 / 118 حديث 4576 ، قال : حدثني 7 أبو بكر محمد بن بالويه ، و أبو بكر أحمد بن جعفر البزاز ، قالا : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثنا يحيى بن حماد ، حدثنا أبو عوانة ، عن سليمان الأعمش ، قال : حدثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم قال : لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) من حجة الوداع و نزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ، فقال : " كأني قد دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الاخر : كتاب الله تعالى و عترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " . ثم قال : " إن الله عز و جل مولاي و أنا مولى كل مؤمن " . ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال : " من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، و عاد من عاداه " . قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه . و روى الحاكم في المستدرك : 3 / 631 حديث 6272 ، قال : أخبرني 8 محمد بن علي الشيباني بالكوفة ، حدثنا أحمد بن حازم الغفاري ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا أبو العلاء قال : سمعت حبيب بن أبي ثابت يخبر عن يحيى بن جعدة ، عن زيد بن أرقم رضى الله عنه ، قال : خرجنا مع رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) حتى انتهينا إلى غدير خم ، فأمر بروح 9 فكسح في يوم ما أتى علينا يوم أشد حرا منه ، فحمد الله و أثنى عليه ، و قال : " يا أيها الناس ، إنه لم يبعث نبي قط إلا ما عاش نصف ما عاش الذي كان قبله ، و إني أو شك أن أدعى فأجيب ، و إني تارك فيكم ما لن تضلوا بعده : كتاب الله عز و جل " . ثم قام فأخذ بيد علي رضي الله عنه فقال : " يا أيها الناس ، من أولى بكم من أنفسكم " ؟ قالوا : الله و رسوله أعلم . قال : " ألست أولى بكم من أنفسكم " ؟ قالوا : بلى . قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه . و قال الذهبي في التلخيص : صحيح . و روى الترمذي في السنن في مناقب علي بن أبي طالب : 5 / 591 حديث 3713 ، قال : حدثنا 10 محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال : سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم الشك من شعبة عن النبي ( صلى الله عليه و اله ) قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . و قد روى هذا الحديث عن ميمون أبي عبد الله ، عن زيد بن أرقم ، عن النبي ( صلى الله عليه و اله ) . و أبو سريحة ، هو حذيفة بن أسيد الغفاري صاحب النبي ( صلى الله عليه و اله ) . و في مسند أحمد بن حنبل : 5 / 494 حديث 1793 : حدثنا 11 عبد الله ، حدثني أبي ، حدثنا ابن نمير ، حدثنا عبد الملك يعني أبي سليمان عن عطية العوفي ، قال : سألت زيد بن أرقم ، فقلت له : إن ختنا لي حدثني عنك بحديث في شأن علي رضي الله عنه يوم غدير خم فأنا أحب أن أسمعه منك . فقال : إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم . فقلت له : ليس عليك مني بأس . فقال : نعم ، كنا بالجحفة فخرج رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) إلينا ظهرا و هو اخذ بعضد علي رضي الله عنه ، فقال : " يا أيها الناس ، ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم " ؟ قالوا : بلى . قال : " فمن كنت مولاه فعلي مولاه " . قال : قلت له : هل قال : " اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه " ؟ قال : إنما أخبرك كما سمعت . و في مسند أحمد أيضا : 5 / 498 حديث 18815 ، قال : حدثنا 12 عبد الله ، حدثني أبي ، حدثنا حسين بن محمد ، و أبو نعيم قالا : حدثنا فطر ، عن أبي الطفيل ، قال : جمع علي رضي الله عنه الناس في الرحبة ثم قال لهم : " أنشد الله كل امريء مسلم سمع رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) يقول غدير خم ما سمع لما قام " . فقام ثلاثون من الناس . و قال أبو نعيم : فقام ناس كثير ، فشهدوا : حين أخذه بيده ، فقال للناس : " أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم " ؟ قالوا : نعم ، يا رسول الله . قال : " من كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه " . قال : فخرجت و كأن في نفسي شيئا ، فلقيت زيد بن أرقم ، فقلت له : إني سمعت عليا رضي الله تعالى عنه يقول كذا و كذا ، فما تذكر ؟ قال : قد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) يقول ذلك له . و روى النسائي في السنن الكبرى : 5 / 45 حديث 8148 ، قال : أخبرنا 13 محمد بن المثنى قال : حدثنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة عن سليمان قال : حدثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، قال : لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) عن حجة الوداع و نزل غدير خم ، أمر بدوحات فقممن ، ثم قال : " كأني قد دعيت فأجيب ، إني قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الاخر ، كتاب الله ، و عترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ثم قال : " إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن " . ثم أخذ بيد علي فقال : " من كنت وليه ، فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " . و ذكره ابن كثير في البداية و النهاية : 5 / 288 حوادث سنة 10 ه ، و قال : قال شيخنا الذهبي : و هذا حديث صحيح . و روى الحافظ أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : 88 حديث 80 ، قال : أخبرنا 14 زكريا بن يحيى ، قال : حدثنا نصر بن علي ، قال حدثنا عبد الله بن داود ، عن عبد الواحد بن أيمن ، عن أبيه : إن سعدا قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . و روى ابن ماجة في السنن : 1 / 43 حديث 116 ، قال : حدثنا علي بن محمد ، حدثنا أبو الحسين ، أخبرني حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن عدي بن ثابت ، عن البراء بن عازب ، قال : أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم في حجته التي حج ، فنزل في بعض الطريق فأمر بالصلاة جامعة ، فأخذ بيد علي ، فقال : " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم " ؟ قالوا : بلى . فقال : " ألست أولى بكل مؤمن من نفسه " ؟ قالوا : بلى . قال : " فهذا ولي من أنا مولاه ، اللهم وال من والاه ، اللهم عاد من عاداه " . قال ابن ماجة في الزوائد : إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان . أقول : إن ضعف علي بن زيد بن جدعان هو أحد الرأيين في الرجل ، و الرأي الاخر و هو الأرجح عندنا توثيق الرجل و تصديقه . قال العجلي : كان يتشيع و لابأس به ، و قال يعقوب بن شيبة : ثقة ، صالح الحديث . و قال الترمذي : صدوق ، إلا أنه ربما رفع الشيء الذي يوقفه غيره . و قال ابن عدي : لم أر أحدا من البصريين و غيرهم امتنع من الرواية عنه . و قال الساجي : كان من أهل الصدق 15 . و روى النسائي في الخصائص : 86 حديث 79 ، قال : أخبرنا 16 أبو داود ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا عبد الملك بن أبي غنية ، قال : أخبرنا الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن بريدة ، قال : خرجت مع علي رضي الله عنه إلى اليمن ، فرأيت منه جفوة ، فقدمت على النبي ( صلى الله عليه و اله ) ، فذكرت عليا فتنقصته ، فجعل رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) يتغير وجهه ، فقال : " يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم " ؟ قلت : بلى يا رسول الله ! قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . و رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين : 3 / 119 حديث 4578 بنفس الإسناد ، و قال : حدثنا 17 محمد بن صالح بن هانئ ، حدثنا أحمد بن نصر ، أخبرنا محمد بن علي الشيباني بالكوفة ، حدثنا أحمد بن حازم الغفاري ، أنبأنا محمد بن عبد الله العمري ، حدثنا محمد بن إسحاق ، حدثنا محمد بن يحيى و أحمد بن يوسف ، قالوا : حدثنا أبو نعيم ، و ساق إسناد الحديث و المتن كما في خصائص النسائي . و رواه ابن كثير في البداية و النهاية : 5 / 228 حوادث سنة 10 ه ، عن أحمد بن حنبل ، قال : قال الإمام أحمد : حدثنا الفضل بن دكين ، حدثنا ابن أبي غنية ، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير ، و ساق السند و المتن كما عند النسائي . و رجال السند عن النسائي كلهم ثقات ، و كذا سند الحاكم ، و صححه الحاكم و قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه ، و رواه الذهبي في التلخيص و لم يعلق عليه بنقد أو جرح في إسناده مما يشعر بتصحيحه له ، و رجال السند في رواية ابن كثير و أحمد بن حنبل كلهم ثقات ، و صححه ابن كثير ، و قال : إسناد جيد قوي رجاله كلهم ثقات . و رواه أحمد في المسند : 6 / 476 حديث 22436 ، بنفس الإسناد و المتن ، و قال : حدثنا الفضل بن دكين ، حدثنا ابن عيينة ، عن الحسن ، عن سعيد ، و ساق الحديث بنفس الإسناد و المتن ، إلا أن رواية أحمد عن الحسن و ليس الحكم ، و كذلك ابن أبي عيينة ، و الصواب ابن أبي غنية بالغين المعجمة . و قد راجعنا الرواية عند ابن كثير فوجدنا يروى عن أحمد ، عن الحكم ، كما في إسنادي النسائي و الحاكم ، و أغلب الظن أن الحسن مصحف ، و الصحيح الحكم بقرينة رواية ابن كثير عن أحمد . و ذكره ابن حجر في الصواعق المحرقة : 43 ، و قال : هذا الحديث صحيح ، و لفظه عند الطبراني و غيره بسند صحيح . و الحلبي في سيرته : 3 / 274 ، و قال : هذا حديث صحيح ورد بأسانيد صحاح و حسان ، و لا التفات لمن قدح في صحته كأبي داود و أبي حاتم الرازي . و الحكيم الترمذي في نوادر الأصول : 1 / 163 ، الأصل الخمسون . و الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد : 9 / 164 ، و قال : رواه الطبراني ، و فيه زيد بن الحسن الأنماطي ، قال أبو حاتم : منكر الحديث ، و وثقه ابن حبان ، و بقية رجال أحد الإسنادين ثقات . و أخرجه الطبراني في المعجم الكبير : 3 / 180 حديث 3052 ، و قال : حدثنا 18 محمد بن عبد الله الحضرمي و زكريا بن يحيى الساجي ، قالا : حدثنا نصر بن عبد الرحمن الوشاء ، و حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري ، حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي ، قالا : حدثنا زيد بن الحسن الأنماطي ، حدثنا معروف به خربوذ ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : لما صدر رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) من حجة الوداع ، نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهن ، ثم بعث إليهن فقم ما تحتهن من الشوك ، و عمد إليهن فصلى تحتهن ، ثم قام فقال : " يا أيها الناس إني قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله ، و إني لأظن أني يوشك أن أدعى فأجيب ، و إني مسؤول و إنكم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون " ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت و جاهدت و نصحت ، فجزاك الله خيرا . فقال : " أ ليس تشهدون أن لا إله إلا الله ، و أن محمدا عبده و رسوله ، و أن جنته حق و ناره حق ، و أن الموت حق ، و أن البعث بعد الموت حق ، و أن الساعة اتية لا ريب فيها ، و أن الله يبعث من في القبور " ؟ قالوا : بلى نشهد بذلك . قال : " اللهم اشهد " ثم قال : " أيها الناس إن الله مولاي و أنا مولى المؤمنين ، و أنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا مولاه يعني عليا اللهم وال من والاه ، و عاد من عاداه " ثم قال : " يا أيها الناس إني فرطكم ، و إنكم واردون علي الحوض ، حوض أعرض مما بين بصرى و صنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، و إني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر كتاب الله عز و جل سبب طرفه بيد الله و طرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلوا و لا تبدلوا ، و عترتي أهل بيتي ، فإنه نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض " .

دلالة نص الغدير

و لسنا نحتاج أن نقف كثيرا عند دلالة " نص الغدير " و معنى المولى ، و لو أن الإنسان تجرد عن الخلفيات التاريخية لمسألة الخلاف على الإمامة و الخلافة من بعد رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) لم يتوقف كثيرا في دلالة الحديث . و لو أن بعض هذا الإعلان و الإشهار كان صادرا من رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) في غير هذا الأمر الذي اختلف فيه المسلمون أشد الاختلاف ، و دخل فيه العامل السياسي فعمق الخلاف … أقول لو كان بعض هذا الإعلان و الإشهار صادرا عن رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) في غير هذا الأمر لما اختلف فيه أحد من المسلمين . فليس من المعقول و لا من المألوف أن ينزل رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) بجماهير المسلمين الذين يربو عددهم على مأة ألف في ذلك الهجير الصائف من طريق عودة الحجيج إلى بلادهم ، و يأخذ بيد علي ( عليه السلام ) أمام هذا الحشد الكبير حتى يتبين اباطهما ، و يشهر ولايته ( عليه السلام ) عليهم كولايته ( صلى الله عليه و اله ) عليهم ، إعلانا ، و إشهارا ، و يأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب … ثم يتزاحم المسلمون على علي ( عليه السلام ) ليهنئوه بالولاية … ثم لا يكون لذلك دلالة على " الوصية " ، و لا يزيد هذا الأمر كله على التذكير بفضائل علي ( عليه السلام ) ، و رد الاعتبار إلى الإمام علي ( عليه السلام ) عن شكوى أسر به بعض الأصحاب إلى رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) في جفوة كانت بينه و بين علي ( عليه السلام ) في طريق عودتهم من اليمن … كما يقول الحافظ أبو الفداء بن كثير في البداية و النهاية : 5 / 227 حوادث سنة 10 ه .

يقول أبو الفداء فصل في إيراد الحديث الدال على أنه ( عليه السلام ) خطب بمكان بين مكة و المدينة مرجعه من حجة الوداع قريب من الجحفة يقال له غدير خم فبين فيها فضل علي بن أبي طالب و براءة عرضه مما كان تكلم فيه بعض من كان معه بأرض اليمن . و لا أعتقد أن الحافظ أبا الفداء بن كثير كان يرتضي لنفسه مثل هذا التسطيح و التبسيط للتاريخ بهذه الصورة لو كان هذا الإعلان و الإشهار في غير هذا الأمر من أمور المسلمين ، و لم يكن محملا بهذه التبعة التأريخية الثقيلة من الحساسيات السياسية التي تراكمت حول قضية الخلافة السياسية بعد رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) . و التشكيك في دلالة " المولى " في النص كالتشكيك في دلالة الحديث و الموقف و الحشد الكبير الذي أشهر فيهم رسول الله ولاية الإمام علي ( عليه السلام ) يومئذ على المسلمين . ففي كثير من الطرق الصحيحة لهذا النص يسأل رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) أولا : " ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ " و بعد أن يقروا له بذلك الإيجاب ، يقول : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " . و هو نص في إرادة الإمامة من الولاية ، أو كالنص ، لا يكاد فيه أحد إذا تجرد عن الرواسب التاريخية لهذا الخلاف . و لست أعرف بعد هذه المقدمة و الاستفهام من رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) و الإقرار من الناس بولاية رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) وجها للتأمل و التوقف في معنى " المولى " في حديث رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " . و قد وردت هذه القرينة و السؤال و الإقرار في صحاح الروايات كما ذكرنا من قبل . ثم يعقب رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) هذا الإعلان و الإشهار لولاية الإمام علي ( عليه السلام ) بالدعاء لمن يواليه : " اللهم وال من والاه ، و عاد من عاداه ، و انصر من نصره ، و اخذل من خذله " . و هو دعاء خاص يتضمن معنى إعلان إمامة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) على المسلمين . و قد ورد الدعاء في طائفة واسعة من ألفاظ روايات الغدير . و إجمالا إن قراءة مجردة لنص الغدير بكل ظروفه و القرائن التي تحف به ، مجردة عن مخلفات الماضي و رواسبه و حساسياته ، كافية لإثبات الوصية و الولاية للإمام علي ( عليه السلام ) من بعد رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) . ملاحق في توثيق أسناد نص الغدير ملحق رقم : ( 1 )

توثيق رجال السند :

( 1 ) محمد بن احمد بن بالويه أبو بكر ، المتوفى ( 340 ه ) . ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء : 15 / 419 ، و عبر عنه بالإمام المفيد الرئيس أبو بكر من كبراء وكده . ( 2 ) أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي الحنبلي ، المتوفى ( 368 ه ) . ترجمه الذهبي في ميزان الاعتدال : 1 / 87 ، رقم : 320 ، و قال : صدوق . و ابن حجر في لسان الميزان : 1 / 151 ، و نقل وثاقته عن طريق الحاكم . قال البرقاني : كان صالحا ، و ثبت عندي أنه صدوق . و قال السلمي : سألت الدار قطني عنه ، فقال : ثقة زاهد قديم ، سمعت أنه مجاب الدعوة 19 . ( 3 ) عبد الله بن أحمد بن حنبل ، المتوفى ( 290 ه ) . وثقه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 5 / 7 ، و الذهبي في تذكرة الحفاظ : 2 / 665 ، رقم : 685 ، و نقل ابن حجر في تهذيب التهذيب : 5 / 124 ، رقم : 246 ، وثاقته عن كثير من الشيوخ . ( 4 ) أحمد بن محمد بن حنبل ، المتوفى ( 241 ه ) . من كبار الفقهاء ، ترجم له البخاري في التاريخ الكبير : 2 / 5 ، رقم : 1505 ، و ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 1 / 292 ، و ذكره ابن حبان في الثقات : 8 / 18 . أخرج له الستة 20 . ( 5 ) يحيى بن حماد الشيباني البصري أبو محمد ، المتوفى ( 215 ه ) . وثقه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 9 / 137 ، رقم : 583 ، و ذكره ابن حبان في الثقات : 9 / 257 ، و قال العجلي في تاريخ الثقات : ص470 ، رقم : 1800 : بصري ثقة ، و كان من أروى الناس عن أبي عوانة . أخرج له : البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة 21 . ( 6 ) أبو عوانة الوضاح بن عبد الله ، المتوفى ( 176 ه ) . وثقه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 9 / 40 ، رقم : 172 ، و ذكره ابن حبان في الثقات : 7 / 562 . أخرج له : البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة 22. ( 7 ) سليمان بن مهران الأعمش ، ( المتوفى ( 148 ه ) . ذكره ابن أبي حاتم في كتابه الجرح و التعديل : 107 / 3 ، رقم : 630 ، و قال : عن إسحاق بن منصور عن يحي بن معين انه قال : سليمان بن مهران الأعمش ثقة : و قال : سمعت أبى يقول : الأعمش ثقة يحتج بحديثه ، و قال : سمعت أبا زرعة يقول : سليمان الأعمش إمام . و ذكره ابن حبان في الثقات : 302 / 4 . أخرج له : البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة 23 . ( 8 ) حبيب بن أبي ثابت ، المتوفى ( 119 ه ) . وثقه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 3 / 107 ، رقم : 495 ، و ذكره ابن حبان في الثقات : 4 / 137 . أخرج له : البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة 24 . ملحق رقم : ( 2 )

( 1 ) محمد بن علي الشيباني ، المتوفى ( 351 ه ) . ترجمه الذهبي في سير أعلام النبلاء : 16 / 36 ، و قال : كان أحد الثقات ، و ذكره ابن العماد في شذرات الذهب : 4 / 272 ، و قال : كان مسند الكوفة في زمانه . ( 2 ) أحمد بن حازم الغفاري ، المعروف بابن أبي غرزة ، المتوفى ( 276 ه ) . ذكره ابن حبان في الثقات : 8 / 44 ، و ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 2 / 48 ، رقم : 40 ، و عبر عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء : 3 / 239 ، بالإمام الحافظ الصدوق . ( 3 ) أبو نعيم الفضل بن دكين ، المتوفى ( 219 ه ) . ذكره ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 7 / 61 ، رقم : 353 ، و قال : كان ثقة ، و ابن حبان في الثقات : 7 / 319 ، و العجلي في تاريخ الثقات : 383 ، رقم : 1351 ، و قال : كوفي ثقة . أخرج له : البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة 25 . ( 4 ) أبو العلاء كامل بن العلاء التميمي ، المتوفى ( 160 ه ) . ذكره ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 7 / 172 ، رقم : 980 ، و قال : حدثنا أبو بكر ابن أبي خيثمة فيما كتب إلي ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : كامل بن العلاء ثقة ، و قال العجلي في تاريخ الثقات : 396 ، رقم : 1404 : كوفي ثقة . أخرج له : مسلم و أبو داود و الترمذي و ابن ماجة 26 . ( 5 ) حبيب بن أبي ثابت ، المتوفى ( 199 ه ) . مرت ترجمته في ملحق رقم : ( 1 ) . ( 6 ) يحيى بن جعدة بن هبيرة . ذكره ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 9 / 133 ، رقم : 562 ، و قال : ثقة ، و ابن حبان في الثقات : 5 / 520 . أخرج له أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة 27 . ملحق رقم : ( 3 )

( 1 ) محمد بن بشار العبدي بندار ، المتوفى ( 252 ه ) . ذكره ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 7 / 214 ، رقم : 1187 ، و قال : صدوق ، و ابن حبان في الثقات : 9 / 111 ، و العجلي في تاريخ الثقات : 401 ، رقم : 1435 ، و قال : بصري ثقة . أخرج له : البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة 28 . ( 2 ) محمد بن جعفر غندر ، المتوفى ( 193 ه ) . ذكره ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 221 / 7 ، رقم : 1223 ، و قال : صدوقا و كان مؤدبا ، و في حديث شعبة ثقة ، و ابن حبان في الثقات : 509 / 9 ، و قال : كان من خيار عباد الله و من أصحهم كتابا ، و العجلى في تاريخ الثقات : 402 ، رقم : 1444 ، و قال : بصري ثقة ، و كان من أثبت الناس في حديث شعبة . أخرج له : البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجه 29 . ( 3 ) شعبة بن الحجاج ، المتوفى ( 160 ه ) . ذكره ابن أبى حاتم في الجرح و التعديل : 126 / 1 ، و قال : كان شعبة بصيرا بالحديث جدا فهما له كأنه خلق لهذا الشأن ، و ابن حبان في الثقات : 6 / 446 ، و قال : كان من سادات أهل زمانه حفظا و ورعا و فضلا ، و العجلي في تاريخ الثقات : 220 ، رقم : 665 ، و قال : سكن البصرة ، ثقة تقي . أخرج له : البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة 30 . ( 4 ) سلمة بن كهيل ، المتوفى ( 121 ه ) . قال ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 4 / 170 ، رقم : 742 ، : ثقة متقن ، و ذكره ابن حبان في الثقات : 4 / 317 . أخرج له : البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة 31 . ملحق رقم : ( 4 )

( 1 ) عبد الله بن أحمد بن حنبل ، المتوفى ( 290 ه ) . مرت ترجمته في ملحق رقم : ( 1 ) . ( 2 ) أحمد بن محمد بن حنبل ، المتوفى ( 241 ه ) . مرت ترجمته في ملحق رقم : ( 1 ) . ( 3 ) ابن نمير عبد الله بن نمير أبو هاشم الهمداني الخارفي ، المتوفى ( 199 ه ) . ذكره ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 5 / 186 ، رقم : 869 ، و قال : ثقة مستقيم الأمر ، و ابن حبان في الثقات : 7 / 60 ، و العجلي في تاريخ الثقات : 282 ، رقم : 901 ، و قال : ثقة . أخرج له : البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة 32 . ( 4 ) عبد الملك بن أبي سليمان ميسرة ، المتوفى ( 145 ه ) . قال ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 5 / 366 ، رقم : 1719 : ثقة ، و ذكره ابن حبان في الثقات : 7 / 97 ، و العجلي في تاريخ الثقات : 309 ، رقم : 1032 ، و قال : كوفي ثقة . أخرج له : البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة 33 . ( 5 ) عطية العوفي بن سعد بن جنادة ، المتوفى ( 111 ه ) . ذكره يحيى بن معين في التاريخ : 3 / 500 ، رقم : 2446 ، و قال : صالح ، و ابن شاهين في تاريخ أسماء الثقات : 247 ، رقم : 970 ، و قال : ليس به بأس ، و قال ابن سعد في طبقاته : 6 / 304 ، كان ثقة و له أحاديث صالحة . أخرج له : البخاري في الأدب و أبو داود و الترمذي و ابن ماجة 34 . ملحق رقم : ( 5 )

( 1 ) الحسين بن محمد بن بهرام التميمي ، المتوفى ( 213 ه ) . ذكره العجلي في تاريخ الثقات : 121 ، رقم : 294 ، و قال : بصري ثقة ، و ابن حبان في الثقات : 8 / 185 ، و قال ابن سعد في طبقاته : 7 / 338 : كان ثقة . أخرج له : البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة 35 . ( 2 ) أبو نعيم الفضل بن دكين و المتوفى ( 219 ه ) . مرت ترجمته في ملحق رقم : ( 2 ) . ( 3 ) فطربن خليفة ، المتوفى ( 153 ه ) . قال ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 7 / 90 ، رقم : 512 : ثقة صالح الحديث ، و ذكره ابن حبان في الثقات : 5 / 300 ، و قال العجلي في تاريخ الثقات : 385 ، رقم : 1360 : كوفي ثقة ، صالح الحديث . أخرج له : البخاري و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة 36 . ( 4 ) أبو الطفيل . و هو صحابي و اسمه عامر بن واثلة ، ولد عام أحد ، و كان فقيها مأمونا من أصحاب علي ( عليه السلام ) ، مات سنة ( 100 110 ه ) و به ختم الصحابة . أخرج له : البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة 37 . ملحق رقم : ( 6 )

( 1 ) محمد بن المثنى ، المتوفى ( 252 ه ) . قال ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 8 / 95 ، رقم : 409 : صالح الحديث صدوق ، و عن يحيى بن معين قال : ثقة ، ذكره ابن حبان في الثقات : 9 / 111 . أخرج له : البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة 37 . ( 2 ) يحيى بن حماد أبو بكر البصري ، المتوفى ( 215 ه ) . مرت ترجمته في ملحق رقم : ( 1 ) . ( 3 ) أبو عوانة الوضاح بن عبد الله ، المتوفى ( 175 ه ) . ذكره ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 9 / 40 ، رقم : 173 ، و قال : كتبه صحيحة وإذا حدث من حفظه غلط و هو صدوق ثقة ، و ابن حبان في الثقات : 7 / 562 ، و قال العجلي في تاريخ الثقات : 464 ، رقم : 1768 ) : بصري ثقة . أخرج له : البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة 38 . ( 4 ) سليمان بن مهران الأعمش . مرت ترجمته في ملحق رقم : ( 1 ) . ( 5 ) حبيب بن أبي ثابت . مرت ترجمته في ملحق رقم : ( 1 ) . ملحق رقم : ( 7 )

( 1 ) زكريا بن يحيى بن إياس السجزي ، المتوفى ( 289 ه ) . ترجمه الذهبي في تذكرة الحفاظ : 2 / 650 ، رقم : 673 ، و عبر عنه بالحافظ الكبير الثقة ، و قال : قال النسائي : ثقة ، و قال عبد الغني الأزدي : كان ثقة حافظا . و كذا ترجمه ابن حجر في تهذيب التهذيب : 3 / 288 . ( 2 ) نصر بن علي بن نصر بن صهبان ، المتوفى ( 250 ه ) . ذكره ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 8 / 466 ، رقم : 2136 ، و قال : حدثني أبي ، حدثنا مسلم ، حدثنا نصر بن علي الجهضمي و كان صدوقا ، و عن يحيى بن معين قال : نصر بن علي ثقة ، و ذكره ابن حبان في الثقات : 9 / 214 . أخرج له : البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة 39 . ( 3 ) عبد الله بن داود بن عامر بن ربيع الخريبي ، المتوفى ( 213 ه ) . ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 5 / 47 ، رقم : 221 ، و قال : سألت أبي عنه فقال : كان يميل إلى الرأي و كان صدوقا ، و قال يحيى بن معين : ثقة مأمون ، و قال : سئل أبو زرعة عن عبد الله بن داود الخريبي فقال : كوفي الأصل بصري ثقة ، و ذكره ابن حبان في الثقات : 7 / 60 . أخرج له : البخاري و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة 40 . ( 4 ) عبد الواحد بن أيمن . قال ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 6 / 19 ، رقم : 104 : نقلا عن يحيى بن معين ، يقول : عبد الواحد بن أيمن ثقة ، و قال : سألت أبي عن عبد الواحد بن أيمن فقال : ثقة صالح الحديث ، و ذكره ابن حبان في الثقات : 7 / 124 . أخرج له : البخاري و مسلم و النسائي 41 . ( 5 ) أيمن الحبشي . ذكره ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 2 / 318 ، رقم : 1207 ، و قال : سئل أبو زرعة عن أيمن والد عبد الواحد فقال : مكي ثقة ، و ذكره ابن حبان في الثقات : 1 / 109 . أخرج له : البخاري و أبو داود 42 . ملحق رقم : ( 8 )

( 1 ) أبو داود الحراني سليمان بن سيف بن يحيى بن درهم الطائي الحراني . ترجمه ابن حجر في تهذيب التهذيب : 4 / 174 ، رقم : 337 ، و قال : قال النسائي : ثقة ، و ذكره ابن حبان في الثقات : 8 / 281 . روى عنه النسائي 43 . ( 2 ) الفضل بن دكين أبو نعيم ، المتوفى ( 219 ه ) . مرت ترجمته في ملحق رقم : ( 2 ) . ( 3 ) عبد الملك بن حميد بن أبي غنية . ترجمه ابن أبى حاتم في الجرح و التعديل : 347 / 5 ، رقم : 1640 ، و قال : روى عن الحكم و روى عنه أبو نعيم ، قال عبد الله بن احمد بن حنبل : سمعت أبي يقول : يحيى بن عبد الملك ثقة هو و أبوه ، متقاربان في الحديث ، و عن يحيى بن معين أنه قال : عبد الملك بن حميد بن أبي غنية ثقة ، و ذكره ابن حبان في الثقات : 7 / 96 . أخرج له : البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة 44 . و قد ورد اسمه في الإسناد مصحفا بابن عيينة ، و الصحيح ابن أبي غنية كما يتضح من كتب الرجال من ناحية الراوي و المروي عنه . ( 4 ) الحكم بن عتيبة أبو محمد الكندي . ذكره ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 3 / 123 ، رقم : 567 ، و قال : روى عنه الأوزاعي قال : حججت فلقيت عبدة بن أبي لبابة بمنى فقال لي : هل لقيت الحكم ؟ قلت : لا ، قال : فالقه فما بين لابتيها أحد أفقه من الحكم ، و قال عن مجاهد بنصر بن رومي قال : رأيت الحكم في مسجد الخيف و علماء الناس عيال عليه ، و ذكره ابن حبان في الثقات : 4 / 144 . أخرج له : البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة 45 . ( 5 ) سعيد بن جبير . غني عن التعريف ، ذكره ابن حبان في الثقات : 4 / 275 ، و وثقه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 4 / 9 ، رقم : 29 . أخرج له : البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة 46 . ملحق رقم : ( 9 )

( 1 ) محمد بن صالح بن هاني بن زيد أبو جعفر الوراق ، المتوفى ( 340 ه ) . ذكره ابن الجوزي في المنتظم : 14 / 86 ، رقم : 2531 ، و قال : كان من الثقات الزهاد ، لا يأكل إلا من كسب يده ، و ابن كثير في البداية و النهاية : 11 / 255 حوادث سنة 340 ه ، و قال : أبو جعفر الوراق سمع الكثير و كان يفهم ويحفظ ، و كان ثقة زاهدا لا يأكل إلا من كسب يده و لا يقطع صلاة الليل . ( 2 ) أحمد بن نصر بن إبراهيم أبو عمر الخفاف ، المتوفى ( 299 ه ) . ذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ : 2 / 654 ، رقم : 676 ، و قال : الحافظ الإمام محدث خراسان أحمد بن نصر بن إبراهيم النيسابوري ، قال أبو زكريا العنبري : كان أول في الزهد و صحبة الأبدال إلى أن بلغ من العلم ما بلغ و لم يعقب ولما كبر تصدق بأموال يقال أن قيمتها خمسة الاف درهم ، و قال الصبغي : كنا نقول : أبو عمر الخفاف يفي بمذاكرة مأة ألف حديث ، و صام الدهر نيفا و ثلاثين سنة ، و قال أبو الطيب الكرابيسي : سمعت إمام الأئمة ابن خزيمة يقول على رؤوس الملأ يوم مات أبو عمر الخفاف : لم يكن بخراسان أحفظ منه . قلت : كان عظيم الجلالة نافذ الأمر يلقبونه بزين الأشراف . و ذكره ابن الجوزي في المنتظم : 13 / 124 ، رقم : 2061 ، و ابن كثير في البداية و النهاية : 11 / 132 حوادث سنة 299 ه . ( 3 ) محمد بن علي الشيباني ، المتوفى ( 351 ه ) . ذكره ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب : 4 / 272 حوادث سنة 351 ه ، و قال : كان مسند الكوفة في زمانه ، و عبر عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء : 16 / 36 ، قال : الشيخ الثقة المسند الفاضل . ( 4 ) أحمد بن حازم الغفاري بن أبي غرزة أبو عمر و الغفاري الكوفي ، المتوفى ( 276 ه ) . الصدوق ، و ذكره ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 2 / 48 ، رقم : 40 . و يتصل الإسناد هنا بسند النسائي و قد تحدثنا عنه في ملحق رقم : ( 2 ) . ملحق رقم : ( 10 )

( 1 ) محمد بن عبد الله الحضرمي ، المتوفى ( 297 ه ) . ذكره ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 7 / 298 ، رقم : 1618 ، قال : كتب إلينا ببعض حديثه و هو صدوق ، و الذهبي في تذكرة الحفاظ : 2 / 662 ، رقم : 682 ، و قال : كان من أوعية العلم و هو ثقة مطلقا ، و قال : سئل عنه الدار قطني فقال : ثقة . ( 2 ) زكريا بن يحيى الساجي ، المتوفى ( 307 ه ) . ذكره ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 3 / 601 ، رقم : 2717 ، و قال : كان ثقة ، و الذهبي في تذكرة الحفاظ : 2 / 709 ، رقم : 727 ، و عبر عنه بالإمام الحافظ محدث البصرة . ( 3 ) نصر بن عبد الرحمن الوشاء ، المتوفى ( 248 ه ) . ذكره ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 8 / 472 ، رقم : 2163 ، قال : سألت أبي عنه فقال : هو كوفي و هو شيخ رأيته يحفظ ما يحدث به ما رأينا إلا جمالا و حسن خلق ، و ابن حبان في الثقات : 9 / 217 . أخرج له : الترمذي و ابن ماجة 47 . ( 4 ) أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري ، المتوفى ( 293 ه ) . ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء : 3 / 552 ، و عبر عنه بالإمام الحافظ الثقة ، و ترجمه الخطيب البغدادي في تاريخه : 4 / 349 ، رقم : 2190 ، و قال : ثقة ، و ابن الجزري في طبقات القراء : 1 / 97 ، رقم : 445 ، و قال : مشهور . ( 5 ) سعيد بن سليمان الواسطي سعدويه ، المتوفى ( 225 ه ) . قال ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 4 / 26 ، رقم : 107 : ثقة مأمون ، و ذكره ابن حبان في الثقات : 8 / 268 . أخرج له : البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة 48 . ( 6 ) زيد بن الحسن الأنماطي . ذكره ابن حبان في الثقات : 6 / 314 . روى عنه الترمذي كما في تهذيب الكمال : 10 / 50 ، رقم : 2098 . ( 7 ) معروف بن خربوذ . ذكره ابن حبان في الثقات : 5 / 439 ، و ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل : 8 / 321 ، رقم : 1481 ، و قال : سألت أبي عن معروف بن خربوذ فقال : يكتب حديثه هو مكي ، و العجلي في تاريخ الثقات : 434 ، رقم : 1605 ، و قال : ثقة . أخرج له : البخاري و مسلم و أبو داود و ابن ماجة 49 .

لمزيد من المعلومات يمكنكم مراجعة الروابط التالية: (الکاتب: الشيخ محمدمهدي الآصفي)

  1. القران الكريم : سورة يونس ( 10 ) ، الاية : 59 ، الصفحة : 215 .
  2. القران الكريم : سورة الأنعام ( 6 ) ، الاية : 57 ، الصفحة : 134 .
  3. القران الكريم : سورة الأعراف ( 7 ) ، الاية : 3 ، الصفحة : 151 .
  4. القران الكريم : سورة هود ( 11 ) ، الاية : 20 ، الصفحة : 224 .
  5. البداية و النهاية : 5 / 227 حوادث سنة 10 ه .
  6. و قد أعيد طبعه أخيرا في عشر مجلدات في مدينة قم .
  7. راجع توثيق السند في الملحق رقم : 1 .
  8. راجع توثيق السند في الملحق رقم : 2 .
  9. كذا في المصدر و الصحيح ب ( دوح ) .
  10. راجع توثيق السند في الملحق رقم : 3 .
  11. راجع توثيق السند في الملحق رقم : 4 .
  12. راجع توثيق السند في الملحق رقم : 5 .
  13. راجع توثيق السند في الملحق رقم : 6 .
  14. راجع توثيق السند في الملحق رقم : 7 .
  15. تهذيب التهذيب : 7 / 283 ، رقم : 545 .
  16. راجع توثيق السند في الملحق رقم : 8 .
  17. راجع توثيق السند في الملحق رقم : 9 .
  18. راجع توثيق السند في الملحق رقم : 10 .
  19. سير أعلام النبلاء : 16 / 210 .
  20. موسوعة رجال الكتب التسعة : 1 / 38 ، رقم : 129 .
  21. موسوعة رجال الكتب التسعة : 4 / 204 ، رقم : 10086 .
  22. موسوعة رجال الكتب التسعة : 4 / 171 ، رقم : 9919 .
  23. موسوعة رجال الكتب التسعة : 2 / 104 ، رقم : 3493 .
  24. موسوعة رجال الكتب التسعة : 1 / 285 ، رقم : 1459 .
  25. موسوعة رجال الكتب التسعة : 3 / 239 ، رقم : 7255 .
  26. موسوعة رجال الكتب التسعة : 3 / 290 ، رقم : 7518 .
  27. موسوعة رجال الكتب التسعة : 4 / 201 ، رقم : 10068 .
  28. موسوعة رجال الكتب التسعة : 3 / 330 ، رقم : 7732 .
  29. المصدر السابق : 338 ، رقم : 7775 .
  30. موسوعة رجال الكتب التسعة : 2 / 150 ، رقم : 3739 .
  31. المصدر السابق : 80 ، رقم : 3350 .
  32. المصدر السابق : 360 ، رقم : 4887 .
  33. موسوعة رجال الكتب التسعة : 2 / 489 ، رقم : 5598 .
  34. موسوعة رجال الكتب التسعة : 3 / 41 ، رقم : 6189 .
  35. موسوعة رجال الكتب التسعة : 1 / 348 ، رقم : 1806 .
  36. تهذيب التهذيب : 8 / 270 .
  37. a. b. موسوعة رجال الكتب التسعة : 3 / 453 ، رقم : 8404 .
  38. موسوعة رجال الكتب التسعة : 2 / 228 ، رقم : 4158 .
  39. موسوعة رجال الكتب التسعة : 4 / 96 ، رقم : 9541 .
  40. موسوعة رجال الكتب التسعة : 2 / 272 ، رقم : 4405 .
  41. موسوعة رجال الكتب التسعة : 2 / 501 ، رقم : 5666 .
  42. موسوعة رجال الكتب التسعة : 1 / 160 ، رقم : 813 .
  43. الكاشف : 1 / 395 ، رقم : 2120 .
  44. موسوعة رجال الكتب التسعة : 2 / 487 ، رقم : 5588 .
  45. موسوعة رجال الكتب التسعة : 1 / 374 ، رقم : 1943 .
  46. موسوعة رجال الكتب التسعة : 2 / 29 ، رقم : 3064 .
  47. موسوعة رجال الكتب التسعة : 4 / 95 ، رقم : 9534 .
  48. موسوعة رجال الكتب التسعة : 2 / 39 ، رقم : 3121 .
  49. موسوعة رجال الكتب التسعة : 4 / 14 ، رقم : 9117 .
 

طباعة   البريد الإلكتروني