ما هي موسوعة الغدير و ما قصة تأليفها ؟

(وقت القراءة: 2 - 3 دقائق)

 

في عصر العلامة الاميني صاحب موسوعة "الغدير في الكتاب و السنة و الأدب" بدأ أعداء مذهب أهل البيت عليهم السلام بحملة ظالمة على مذهب أهل البيت عليهم السلام من خلال تلفيق الأكاذيب و بث الشبهات حول العترة الطاهرة بهدف تشويه وجه الحقيقة و كتمان الحقائق التي لو عرفها المسلمون لتغير مسار الأمة، كل ذلك من أجل ضمان سلطانهم على رقاب المسلمين و تمزيق وحدة الامة الإسلامية للصيد في الماء العكر، و من باب فرق تسد. نعم عندما رأى العلامة الأميني نشاط أعداء أهل البيت عليهم السلام في إنكار الحقائق التاريخية و الدينية المصيرية و شن حملة شرسة على الإسلام الأصيل المتمثل في مذهب العترة الطاهرة، بدأ العلامة الأميني دفاعه عن المذهب بكل ما أوتي من حول و قوة، فبدأ بمقابلة الكتاب و المؤلفين الذين ساهموا في هذه الحملة محاولا إرشادهم فتباحث معهم و رد شبهاتهم طالبا منهم تحري الحقيقة على أسس علمية بعيدا عن الانحياز و التعصب الأعمى و الابتعاد عن بث روح الفرقة و التنازع، و هكذا بدأ العلامة الاميني نشاطه في الدفاع عن المذهب فشكل هذا النشاط النواة الأولى لفكرة تأليف هذه الموسوعة القيمة و المباركة التي بلغت مجلداتها 22 مجلدا طبع منها إحدى عشر مجلدا.

معاناة العلامة الاميني في تأليف موسوعة الغدير

بذل العلامة الاميني اربعين عاما من حياته في تأليف موسوعة الغدير، و كان رحمه الله يقوم بجهد علمي كبير فكان يبذل جل وقته في المطالعة و الكتابة و الاستنساخ بحدود ستة عشر ساعة في اليوم، و لم يدع فرصة تفوته في الحصول على المصادر و النسخ الخطية النادرة، و قد كان يواجه البخل و الانانية من قبل أصحابها أحيانا، و حتى من رجال العلم و الدين، و كان رحمه الله يضطر كثيرا إلى إستنساخ الكتاب في ظروف صعبة كأن يبقى في المكتبة طوال الليل ساهرا و مشتغلا بالاستنساخ بعد الاتفاق مع خادم المكتبة فكان الخادم يقفل عليه الباب و يذهب إلى بيته، أما العلامة الأميني فكان يشتغل حتى الصباح باستنساخ الكتاب ليستفيد منه لاحقا. و لقد قرأ الفقيد الاميني حسب ما صرح به لعدد من المقربين لديه حدود عشرة الاف كتاب من اوله إلى اخره بدقة، و قد راجع ما يقارب مائة الف كتاب حتى تمكن من تأليف هذه الموسوعة القيمة التي أثنى عليها الصديق و العدو لتميزها و قوة أسانيدها و إلتزامها الامانة العلمية. و لقد أتعب العلامة الاميني نفسه كثيرا حتى تمكن من تأليف كتاب الغدير، و كان رحمه الله يعاني من الام كثيرة و كان يخفيها و لا يتحدث عنها حتى وافته المنية في 28 من شهر ربيع الثاني سنة 1390 هجرية في طهران و هو مشتغل بمناجاة ربه، و نقل جثمانه الطاهر إلى النجف الأشرف فدفن بها رحمه الله في سرداب المكتبة العامة التي أسسها بنفسه، فرحمه الله و أسكنه فسيح جنانه و جزاه عن الإسلام و المسلمين و العترة الطاهرة عليهم السلام أحسن الجزاء، و حشره مع أمير المؤمنين علي عليه السلام.


طباعة   البريد الإلكتروني