أحمد، من أشهر اسماء نبی الاسلام

(وقت القراءة: 10 - 20 دقائق)

عکس رسول الله محمد - عکس نودی

أَحْمَد، من أشهر أسماء نبي الإسلام (ص) الذي ذکر في القرآن الکریم أیضاً. و حکم هذه الکلمة نحویاً أنها علی صیغة أفعل التفضیل و من الأصل الثلاثي «ح م د»، ویستفاد منها مفهوم صیغة التفضیل المطلق من «محمود»، أو «حامد». ورغم أن الاحتمال الثاني لصیغة أفعل التفضیل في الصرف العربي هي المرجحة من ناحیة القواعد المتعلقة بصیغة أفعل التفضی لو خاصة من وجهة نظر البصریین، إلا أن القول الأول حظي بقبول خاص دائماً بین العلماء الذین نظروا إلی هذه المسألة بعیداً عن القواعد الصرفیة (ظ: ابن قیم، «زاد المعاد»، ۱/ ۶۹ و مابعدها). و مع ذلک فإن بعض المتقدمین رجحوا معنی الحامد علی المحمود، ولکن لیس استناداً إلی القواعد الصرفیة، بل إلی النصوص الروائیة، مثل مایقال في النبي (ص): إنه یفتح علیه في یوم القیامة من المحامد مالم یُعط غیره (ظ: القاضي عیاض، ۱/ ۳۱۲-۳۱۳؛ السهیلي، ۲/ ۱۵۳؛ الملاعلي القاري، ۲/ ۱۸۱-۱۸۲).

وفیما یتلعق بالترکیب الصرفي لکلمة «أحمد» هناک أیضاً بعض الأقوال غیر المشهورة: فرأی البعض أن اشتقاقها من المصدر حَمد یشبه اشتقاق الأحمر من الحمرة دون الأخذ بنظر الاعتبار شروط علماء النحو لمثل هذا الاشتقاق، وفي الحقیقة فقد اعتبروها نوعاً من الصفة المشبهة (ظ: الإربلي، ۱/ ۷)،ویبدو أن البعض کانوا یعتبرونها علماً منقولاً من الفعل المضارع، کما هو الحال في بعض الأسماء العربیة القدیمة (مثلاً ظ: القرطبي، ۱۸/ ۸۳، مع إشارة عابرة)، إلا أن أیاً من هذین الرأیین لم یحظ بالاعتبار.

و قد استعملت کلمة «أحمد» في أحد المواضع من القرآن الکریم لتسمیة النبي (ص) الصف/ ۶۱/ ۶)؛ عندما بشّر الله علی لسان عیسی (ع) بمجيء نبي من بعده. واشتقاق کلمة «أحمد» واضح من ناحیة القواعد، ویمکنها أن تکون جنباً إلی «محمد»، الاسم الأصلي للنبي (ص) بالإضافة إلی علمیتها من حیث الاشتقاق أن تقدم صورة حسنة لشخصیة النبي (ص) الروحیة، کل ذلک أدی إلی أن ینظر إلی علمیة هذه الأسماء بشکل نسبي، إلی درجة أن هذا الأمر تم بیانه أحیاناً بوضوح علی شکل نظریة. و علی سبیل المثال فقد صرح ابن قیم الجوزیة أن جمیع أسماء النبي (ص) لیست أعلاماً محضة لمجرد تمییز المسمی، بل هي صیغ وصفیة و أسماء مشتقة توجب الثناء و الکمال لمسمیاتها (ظ: ن.م، ۱/ ۶۶). ورغم أننا لانجد في المؤلفات القدیمة نموذجاً صریحاً لمثل هذه الآراء، لکن کانت توجد من الناحیة العملیة وجهة نظر مشابهة بین المسلمین في العصور السابقة.

وفیما یتعلق بعلمیة اسم أحمد یجب القولک إن الکتّاب کلما أرادوا أن یذکروا لنبي الإسلام أسماء أخری غیرمحمد، فإنهم کانوا دوماً یذکرون اسم أحمد في الدرجة الأولی. و یعد حدیث جبیر بن مطعم نقلاً عن النبي (ص) أشهر نص روائي في هذا المجال، حیث ذکرت فیه ۵ أسماء للنبي (ص) وفي مقدمتها محمد وأحمد. وإذا ماألقینا نظرة علی أسانید الروایة، لرأینا أن هذا الحدیث اشتهر من طریق روایة الزهري عن محمد ابن جبیر عن جبر بن مطعم (ظ: البخاري، ۲/ ۲۷۰، ۳/ ۲۰۱؛ مسلم، ۱۸۲۸؛ الترمذي، سنن، ۵/ ۱۳۵)؛ ولکن روي مایشبه هذا المضمون مع اختلاف طفیف عن طریق جعفر بن أبي وحشیة، وعتبة بن مسلم عن نافع الابن الآخر لجبیر بن مطعم عن أبیه (ابن سعد، ۱(۱)/ ۶۵؛ الحاکم، ۲/ ۶۰۴؛ البیهقي، ۱/ ۱۵۵)، وکذلک عن طریق سلسلة سند الأعمش والسمعودي عن عمرو بن مرة عن أبي عبیدة عن أبي موسی الأشعري عن النبي (ص) (مسلم، ۱۸۱۸-۱۸۲۹؛ أحمدبن حنبل، ۴/ ۳۹۵، ۴۰۴، ۴۰۷؛ ابن سعد، الحاکم، ن.صص؛ البیهقي، ۱/ ۱۵۶-۱۵۷). و عن طریق سلسلة سند حماد بن سلمة عن عاصم عن زرّ بن حبیش عن حذیفة، أو سلسلة أسانید أبي بکر بن عیاش عن عاصم عن أبي وائل عن حذیفة عن النبي (ص) (أحمد بن حنبل، ۵/ ۴۰۵؛ الترمذي، الشمائل، ۲۱۱-۲۱۲؛ ابن سعد، ن.ص). واستناداً إلی هذه الأسانید یمکن الاستنتاج بأن الصحابة کانوا ینقلون مضمون الحدیث المذکور في النصف الأول من القرن ۱هـ، ولکن الروایات تتجاوز حالة نقل الفرد، وذلک اعتباراً من الأجیال الأولی للقرن ۲هـ، فقد انتشرت علی مستوی أوسع. وإلی جانب هذه الروایات تجب الإشارة إلی النصوص الشعریة المتبقیة من شعراء العقود الدولی من القرن ۱ هـ مثل حسان بن ثابت (ظ: دیوان حسان، ۱/ ۲۷۰)، وابن الزبعری (ابن طیفور، ۵۳)، وامرئ القیس الکندي (ابن حبیب، ۱۸۶)، وکعب بن مالک (م.ن، ۲۷۲)، حیث سمي فیها النبي (ص) «أحمد» (عن بعض الأبیات المنسوبة إلی عبدالمطلب وأبي طالب في نفس هذا المضمون، ظ: السهیلي، ۲/ ۱۵۷؛ دیوان أبي طالب، ۱۲، ۱۳، ۱۹، مخـ). و استناداً إلی مجمل ماذکر فعینا الإذعان علی مایبدو إلی تلقي وجود أکثر من اسم للنبي (ص) وخاصة أحمد کان موجوداً منذ منتصف القرن الأول الهجري، علماً بأن ذلک لیس مستبعداً إذا أخذنا بعین الاعتبار المفهوم الظاهر من عبارة «اسمه أحمد» القرآنیة.

ورغم أن هذا التلقي یلاحظ بین بعض علماء القرون الوسطی في تاریخ الإسلام مقروناً بتأکید خاص علی عدم وجود شخص قبل النبي (ص) سمي باسم أحمد، حیث اعتبر ذلک دالاً علی حکمة الله کي لایختلط أحد مع أحمد الذي بشر به عیسی (ع) (مثلاً ظ: القاضي عیاض، ۱/ ۳۱۳)، ولکن هناک أمثلة متفرقة تدل علی تداول هذا الاسم بین العرب قبل الإسلام و التي یجب أن تصنف علی درجات مختلفة من حیث صحة الضبط ودقته، عبارة عن: أبي عمرو أحمد بن حفص بن المغیرة المخزومي (فقط في روایة أبي هشام المخزومي، ظ: ابن الأثیر، علي، ۱/ ۵۳؛ قا: ابن حجر، الإصابة...، ۴/ ۱۳۹)، وأحمد بن غُجیان، وأحمد بن ثمامة الطائي، وأحمد بن دومان، وأحمد بن زید (ظ: الزرقاني، ۳/ ۱۵۸؛ أیضاً ابن حجر، ن.م، ۱/ ۲۲). وکذلک قبائل تسمی بـ «بني أحمد» بین قبائل همدان و طيء و غیرهما (الزرقاني، ن.ص)، وقصورة کنیة فیما یتعلق بأبي أحمد عبد بن جحش (ابن سعد، ۳(۱)/ ۶۲،مخـ؛ ابن الأثیر، علي، ۵/ ۱۳۳؛ أیضاً ظ: وات، 111 ومابعدها). ویجدر ذکره أیضاً أن هناک دسماء شبیهة بأحمد شوهدت علی الألواح الحجریة المکتوبة والمکتشفة في الصفا بشمال الجزیرة العربیة، و هي کما یری الباحثون صورة مختصرظ للأسماء المرکبة مع اسم اللّه (ظ: EI2).

وعلی الرغم من هذه الخلفیة، و استعمال أحمد کاسم للنبي (ص)، فإن اسم أحمد لم یکن قد شاع بعد حتی العقود الأخیرة من القرن ۱هـ خلافاً للأسماء المشترکة في مادته کمحمد و محمود و حمید (أو حُمَید) (عن تداول هذه الأسماء للمقارنة، ظ: وات، 115-117).

وقد ذکر الواقدي نموذجاً عن التسمیة بأحمد في النصف الأول من القرن ۱هـ و هي روایة مشکوکة لایمکن الرکون إلیها، إذ تشیر إلی أن رابع أبناء جعفر بن أبي طالب من أسماء بنت عمیس سمي أحمد (ظ: ابن حجر، ن.م، ۱/ ۹۷، لسان ...،۴/ ۱۲۲)، في حین أن غالبیة المصادر لم تشر إلا إلی ثلاثة أبناء لهما هم: عبداللّه، وعون، ومحمد (مثلاً ظ: ابن سعد، ۴(۱)/ ۲۲-۲۳؛ ابن الأثیر، علي، ۵/ ۳۹۵؛ قا: ابن عنبة، ۳۶، الذي بلغ بأسماء أبناء هذین الزوجین إلی ۸ أفراد لیس فیهم اسم أحمد).

وما یمکن أن نقره علی وجه التأکید أن أحمد بن عمرو بن تمیم والد الخلیل، الأدیب البصري المعروف (تـ ۱۷۰هـ/ ۸۷۶م) هو أول من سمي أحمد في الإسلام. وإذا أخذنا بنظر الاعتبار أن الخلیل ، توفي عن ۷۴ عاماً (ظ: ابن الندیم، ۴۸؛ النووي، ۱(۱)/ ۱۷۸)، وأن ولادته کانت علی هذا الأساس حوالي سنة ۹۶هـ/ ۷۱۵م، فإن تسمیة والده لابد و أن تعود علی الأرجح إلی الربع الثالث من القرن ۱هـ. وهناک شخص آخر باسم «أحمد بن حمویة» - الذي اعتبر من أصحاب الإمام علي بن الحسین (ع) (تـ ۹۵هـ/ ۷۱۴م) (الشیخ الطوسي، ۸۴) – علینا أن نضعه – إذا ما کانت الروایة موثوقة – إلی جانب أحمد والد الخلیل، کما یمکننا أن نذکر بعده بفترة قلیلة شخصاً آخر باسم «أحمد بن محمد الحضرميي» الذي اعتبر من جملة أصحاب الإمام الباقر (ع) (تـ ۱۱۴هـ/ ۷۳۲م) (ظ: البرقي، ۱۰؛ قا: ماقاله وات، 111؛ وأیضاً شاخت في EI2 تبعاً له والذي عد بدایة التسمیة بأحمد منذ حوالي سنة ۱۲۵هـ/ ۷۴۳م). ویلاحظ التأکید علی شخصیة والد الخلیل باعتباره أول شخص سمي أحمد في العصر الإسلامي في المصادر الإسلامیة القدیمة (مثلاً ظ: ابن الندیم، ن.ص)، ویطالعنا أحیاناً اتفاق في الرأي في هذا المجال (ظ: ابن حجر، ن.ص). وهذه التذکیرات تعد بحد ذاتها تأییداً لهذه الملاحظة التاریخیة و هي أن المؤلفین المسلمین لم یکونوا یمتلکون حتی في العصور القدیمة وثائق تدل علی أن أبناء المسلمین کانوا یتسمون بأحمد في النصف الأول من القرن ۱هـ.

وقد تصور بعض الباحثین المعاصرین، آخذین بنظر الاعتبار تأخر التسمیة بأحد بین المسلمین وبعض الاستدلالات الأخری،أن کلمة «أحمد» في القرآن الکریم یجب أن لاتعتبر علماً بل صفة، وأن استنتاج العلمیة من هذه الکلمة بدأ عندما اعتبر النبي الأعظم (ص) نفس شخصیة «الفار قلیط» الذي بشربه الإنجیل (ظ: وات، EI2; 113؛ عن ارتباط الموضوع بالفار قلیط، ظ: السطور التالیة) ورغم أن هناک مجالاً للمناقشة حول أسس الاستدلال علی هذا الرأي، إلا أن هناک خلف هذه النقاشات حقیقة لایمکن إنکارها و هي أن مجرد استخدام کلمة «أحمد» للنبي (ص) في القرآن الکریم حتی علی مستوی الصفة، وکذلک خلفیة هذا الاسم بین الأعراب من شأنهما أن یوجدا الدافع الکافي للمسلمین للتسمیة بأحمد؛ و لذلک فإذا کانت هناک فترة أفرادها التاریخ في التسمیة بأحمد بین المسلمین – في نفس فترة الانتقال من الدین القدیم إلی الإسلام بالضبط – فإننا یجب أن نبحث عن السبب في التصورات الإسلامیة الأولی بشأن تلک التسمیة. ویمکننا أن نطرح هذا الاحتمال – دون أن تکون هناک معلومات خاصة – و هو أن مسلمي صدر الإسلام کانوا یتجنبون تسمیة أبنائهم بأحمد، کما کانوا یتجنبون التکني بأبي القاسم کنیة النبي (ص) (البخاري، ۲/ ۱۴، مخـ؛ مسلم،۱۶۸۲-۱۶۸۴)، أو الجمع علی الأقل بین اسم محمد و کنیة أبي القاسم (ظ: أبو داود، ۴/ ۲۹۲؛ الترمذي، سنن، ۵/ ۱۳۶-۱۳۷؛ الکلیني، ۶/ ۲۱)، وإن أعرضوا عن هذا التجنب، وشیوع التسمیة بأحمد، بل و حتی طرح استحباب هذا الاسم (مثلاً ظ: الکلیني، ۶/ ۱۹؛ الزرقاني، ۵/ ۳۰۱) لیس أکثر غرابة من أن تجنب الجمع بین محمد و کنیة أبي القاسم کان یتم الإعراض عنه أحیاناً في عصر الصحابة (کأمثلة، ظ: ابن حجر، الإصابة، ۳/ ۵۰۹).

وفیما یتعلق بعلمیة اسم أحمد للنبي (ص) علینا أن نذکر الروایات التي تحدثت عن هذه التسمیة أعلی لسان أحد کبار الأسرة النبویة عند ولادته (ص). فاستناداً إلی روایة الإمام الباقر (ع)، فقد نودیت آمنة أم النبي (ص) أثناء حملها أن تسمي ابنها أحمد (ظ: ابن سعد، ۱(۱)/ ۶۶۱، ۶۴؛ قا: ابن هشام، ۱/ ۱۴۵، الذي ورد فیه «محمد»)؛ کما جاء في روایة شیعیة أن أبا طالب عم النبي (ص) هو الذي سماه بعد تسعة أیام من ولادته بأحمد بسبب ثناء أهل السماء والأرض علیه (الکلیني، ۶/ ۳۴). وعلی أیة حال، فإن بعض کتاب السیرة رأوا في معرض مقارنتهم بین اسم أحمد ومحمد من ناحیة التقدم الزمني أن تسمیة النبي (ص) بأحمد کانت قبل تسمیته بمحمد، و عاوا بتسمیة النبي (ص) بأحمد إلی عصر عیسی (ع) من خلال ربط اسم أحمد بموضوع البشارة (ظ: السهیلي، ۲/ ۱۵۳)، في حین تری جماعة أخری أن تسمیته بأحمد محدودة من ناحیة الزمان بین تسمیته بمحمد في التوراة، و تسمیته بهذا السم في فترة حیاته (ظ: ابن قیم، جلاء...، ۹۸ و ما بعدها).

وبتجاوز النظرة التاریخیة، و العودة إلی قضیة علمیة أسماء النبي (ص) عند المسلمین نسبیةً، وعدم نسیان المفهوم الوصفي في هذه الأسماء،علینا أن نذکر أن الروایات الإسلامیة أکدت أحیاناً المفهوم التفضیلي لأحمد في معرض المقارنة بین الاسمین أحمد و محمد. واستناداً إلی روایة عن النبي (ص) فقد سمي محمداً کونه محموداً في الأرض، وسمي أحمد کونه محموداً أکثر في السماء (ظ: القمي، ۲/ ۳۶۵؛ عن الروایات المشابهة، ظ: الکلیني، ن.ص؛ ابن بابویه، علل...، ۱/ ۱۲۷-۱۲۸،معاني...،۵۱-۵۲؛ الاختصاص، ۳۴). وبتجلی مظهر آخر لمفهوم التفضیل في اسم أحمد، في حدیث عن النبي (ص) بروایة علي (ع) وأبي بن کعب، ذکرت فیه التسمیة بأحمد في عداد خمس صفات فضل بها النبي (ص) علی الأنبیاء السابقین (ظ: أحمد بن حنبل، ۱/ ۹۸، ۱۵۸؛ السیوطي، الدر..، ۶/ ۲۱۴؛ قا: البخاري، ۱/ ۷۰، مخـ؛ مع الروایات المشابهة عن طریق ابن عباس و جابر و أبي هریرة، والتي استبدلت فیها التسمیة بأحمد مع فقرة أخری؛ مسلم، ۳۷۰-۳۷۲؛ ابن بابویه، الخصال، ۱/ ۲۹۲).

ویجدر ذکره أن اسمي أحمد و محمد کان یُنْظَر إلیهما باعتبارهما الاسمین الوحیدین و الأصلیین للنبي (ص). وکمثال قدیم تجب الإشارة إلی روایة عن علي (ع)، سمي استناداً إلیها خمسة من الأنبیاء باسمین، وکان آخرهم، أي نبینا (ص) یحمل اسمي محمد و أحمد (ظ: ابن بابویه، عیون...، ۱/ ۱۹۲؛ أیضاً البیهقي، ۱/ ۱۵۹، نقلاً عن الخلیل بن أحمد).

البشارة بأحمد

یشیر النموذج الوحید لاستعمال اسم «أحمد» في القرآن الکریم إلی وجود العلاقة بین هذا السم و موضوع البشارة؛ عندما بشر الله تعالی علی لسان عیسی (ع) بمجيء نبي الإسلام حیث یقول: «...إنّي رسول اللَّه إلیکم مصدّقاً لما بین یديّ من التوراة و مبشّراً برسول یأتي من بعدي اسمه أحمد ...» (الصَّف/ ۶۱/ ۶).

وهذه البشارة الصریحة التي جاءت علی لسان عیسی (ع) في القرآن الکریم دفعت العلماء المسلمین منذ صدر الإسلام لیبحثوا في کتب العهد الجدید عن علامات لاسم أحمد. وقد کان الأمر یصل في بعض الأحیان إلی حد بحیث إنهم کانوا یتحدثون بشکل عابر عن ذکر اسم «أحمد» لنبي الإسلام في الإنجیل، و أهم مثال علی ذلک، عدد من الاحادیث المنقولة عن النبي (ص) من طریق صحابیین مثل ابن عباس و جابر، ذکر استناداً إلیها اسم النبي (ص) في القرآن علی أنه «محمد»، وفي الإنجیل علی أنه «أحمد»، و في التوراة «أحید» (ظ: ابن بابویه، معاني، ۵۱؛ السیوطي، الخصائص...، ۱/ ۱۳۳).

وکانت الجهود تترکز أحیاناً علی أن تقدم العبارة المشتملة علی «البشارة بأحمد» بحذافیرها، وباللغة العربیة طبعاً. وعلی سبیل المثال فقد نقلت في الروایات الطویلة التي وصلتنا عن قضیة «المباهلة» (ن.ع) عبارات تشتمل علی «البشارة بأحمد» علی لسان العلماء المسیحیین النجرانیین من «المفتاح (المصباح في بعض النسخ) الرابع من الإنجیل» (ربما إشارة إلی النص الرابع من العهد الجدید، إنجیل یوحنا) (ظ: الاختصاص، ۱۱۲-۱۱۳؛ ابن طاووس، سعد...، ۹۱ و ما بعدها، روایة عبدالرزاق؛ أیضاً م.ن، إقبال...، ۵۰۹، روایة أبي المفضل وأبن أشناس) و یحتمل أن تکون هذه الروایات مرتبطة بـ «البشارة بالفار قلیط» في «إنجیل یوحنا» (ظ: السطور التلایة)، ولکن النصوص المنقولة فیها لاتتواءم تماماً علی أیة حال مع نصوص البشارة المتعلقة بالفارقلیط.

کماکان هناک في القرن ۱هـ شخص حدیث عهد بالإسلام یدعی سهل المریسي مولی عثیمة کان هو نفسه «قارئاً للإنجیل» یقول – استناداً إلی روایة عن ابن سعد – إنه کان قد وجد عند عمه «مصحفاً» (کتاباً مقدساً ذکر فیه نبي الإسلام، ووصف بأنه «من ذریة إسماعیل واسمه أحمد» (ظ: ۱(۱)/ ۶۴، ۱(۲)/ ۸۹). ویمکننا مقارنة البشارة المنقولة في هذه الروایة مع استنتاج إسلامي من موضع في سفر التکوین (۱۷: ۲۰) یفید بـ «البشارة بمادماد»؛ وهنا نوضح أن ترکیباً بصورة «بِمْأَدْمْاُد» استعمل في سیاق الحدیث عن إسماعیل بن إبراهیم (ع) في الموضع المذکور من الأصل العبري «للکتاب المقدس[۱]» (سفر التکوین، ۱۷: ۲۰)، وقد ترجم في الترجمات المتداولة للعهد العتیق بمعنی «الکثیر جداً»، أو مایعادله في اللغات الأخری (کمثال عن الترجمات العربیة القدیمة مع عبارات مشابهة، ظ: ابن قیم، جلاء، ۹۹ و مابعدها؛ ابن کثیر، ۱۱۳-۱۱۴). وفي حین أن بعض العلماء المسلمین اعتبر «مادماد» إشارة إلی «محمد»، ورأی أن هذه الکلمة (قرئت أحیاناً مود مود، أو میدمید، بالدال أو الذال في جمیع الحالات) هي أحد أسماء النبي (ص) في بعض الکتب السماویة (ظ: ابن شهرآشوب، ۱/ ۱۵۲؛ الطبرسي، ۸؛ ابن قیم، ن.ص؛ الکازروني، ۱۴۰؛ ابن کثیر، السوطي، ن.صص). ولعل العبارة التي یقصدها سهل المریي هي نفس عبارة سفر التکوین، لا الإنجیل مع ترجمة «مادماد» إلی أحمد.

 وقد کان موضوع البشارة بأحمد یتجاوز أحیاناً في بعض الروایات تعالیم عیسی (ع)، أي الموضع المنصوص علیه في القرآن، لیشمل الکتب السماویة و تعالیم الأنبیاء السابقین. وقد کانت توجد بین المسلمین في القرن ۱هـ بشارة مشهورة نقلاً عن التوراة لایمکن مطابقتها مع النص المعروف للعهد العتیق، و قد کانت تبدأ بشکل عام في صورتها العربیة بالعبارة التالیة«عبدي المختار لیس بفظ ولا غلیظ». وهذا «العبد المختار» المبشربه سمي في بعض الروایات بأحمد (ظ: الراوندي ۱/ ۷۹-۸۰؛ «ألقاب الرسول...»، ۶-۷)، في حین أن اسم محمد ذکر في غالبیة أنواع هذه البشارة (مثلاً ظ: ابن سعد، ۱(۲)/ ۸۷-۸۹؛ ابن شبة، ۲/ ۶۳۴-۶۳۵؛ عن البشارات الأخری بأحمد في کلام موسی (ع)، ظ: السهیلي، ۲/ ۱۵۳؛ الإربلي، ۱/ ۷؛ السیوطي، الخصائص، ۱/ ۱۳۳).

کما جاءت في روایة عن وهب بن منبّه البشارة بالنبي (ص) بعنوان «أحمد» عن زیور داود (ع) (ابن عساکر، ۱/ ۵۳۰)، و عن سفر أشعیا (أبوحاتم، ۱۹۷) في بعض الروایات. و أخیراً یجب أن نذکر «البشارة بأحمد» المنسوبة إلی النبي حبقوق، حیث یمکن مقارنتها مع موضوع من المتن الحاضر لسفر حبقوق. و قد جاء في نص بروایة النوفلي عن الإمام الرضا (ع) یعود إلی القرن ۳هـ/ ۹ م نقلاً عن حبقوق: «جاءاللّه بالتبیان من جبل فاران و امتلأت السماوات من تسبیح أحمد و أمته...» (ظ: ابن بابویه، عیون، ۱/ ۱۳۴؛ الراوندي، ۱/ ۷۵؛ قا: ابن ربن، ۱۶۹؛ أبوحاتم، ن.ص؛ الکراجکي، ۹۱؛ المصدر الأخیر نقلاً عن دانیال الذي ورد فیه اسم «محمد»). وجاء في سفر حبقوق (۳: ۳): «الله جاء من تیمان والقدوس من جبل فاران، سلاه، جلاله غطّی السماوات والأرض امتلأت من تسبیحه» و کلمة «جلاله» المترجمة هي «هووو» في الأصل العبري. إن اجتماع الروایات العدیدة والمختلفة حول البشارة بأحمد في کتابات و تعالیم أهل الکتاب في طبقات ابن سعد (۱(۱)/ ۱۰۳-۱۰۷) یدل علی الاهتمام الخاص و الواسع للعلماء المسلمین في القرن ۲ و ربما في القرن ۱ هـ بالعثور علی إشارة إلی «البشارة بأحمد» في المصادر الدینیة للقدامی.

وفي الختام، علینا أن نشیر إلی البشارات الموجودة في إنجیل یوحنا (۱۴: ۱۶، ۲۶؛ ۱۵: ۲۶؛ ۱۶: ۷) بإرسال «الفارقلیط» في زمان بعد عیسی المسیح (أیضاً ذکرها في بعض متون أپوکریف، أو الآثار المسیحیة القدیمة الأخری، مثل: «دعاء بولس الرسول[۲]»، 28؛ «رسالة العزاء» لیعقوب السورجي، 388) وقد رُبط أحیاناً بموضوع البشارة بأحمد. وکلمة «الفارقلیط» (أو البارقلیط) هي الشکل المعرب لکلمة پاراکلتوس [۳]الیونانیة و تعني المدافع، أو الوکیل، أو الشفیع، أو الوسیط (ظ: لیدل، 1313؛ مولر، 519)، وقد فُسّرت حسب المفهوم الکنسي بمعنی «المعزّي» (عن سابقة هذا التفسیر في الترجمات العربیة، ظ: ابن قیم، هدایة...، ۸۴؛ في الترجمات السریانیة والقبطیة، ظ: غاثري، 253؛ کروم، 333؛ أیضاً ظ: لیدل، ن.ص).

کان العلماء المسلمون یشیرون أحیاناً خلال القرون المتعاقبة إلی أن پاراکلتوس هي في الحقیقة قراءة محرفة لکلمة پریکلوتوس [۴]في الیونانیة، رغم أن تعبیراتهم عن هذا التلقي لاتمتاز بالدقة اللغویة اللازمة (للتوضیح؛ ظ: وات، 113-114). وکلمة پریکلوتوس التي تعني في اللغة الشریف والمشهورو الممتاز و کانت تستعمل في العصور التي سبقت المسیحیة (ظ: لیدل، 1377؛ مولر، 541)، من الممکن أن تکون – من ناحیة المفهوم اللغوي – تعبیراً عن اسم نبي الإسلام «محمد»، أو «أحمد» (أیضاً ظ: براون، 341).

وقد صرح الماوردي بأن الفارقلیط مشتق من أصل بمعنی «الحمد» (ص ۲۱۲؛ قا: الآراء القدیمة التي فسر فیها الفارق لیطا، أو البارقلیط بمعنی «الذي یفرق بین الحق و الباطل»؛ القاضي عیاض، ۱/ ۳۲۱؛ ابن الأثیر، المبارک، ۳/ ۴۳۹؛ ابن قیم، ن.ص)، ویصرح ابن قیم بأن البعض رأی أن الفارقلیط ینطبق علی أحمد المذکور في القرآن (ن.م، ۸۹-۹۰؛ ظ: فخرالدین، ۱۹/ ۳۱۳-۳۱۴؛ یورد آیدین، 142، نقلاً عن إبراهیم متفرقة؛ لمزید من التوضیح، ظ: ن.د، الفارقلیط).

المصادر

ابن الأثیر، علي، أسد الغابة، القاهرة، ۱۲۸۰هـ؛ ابن الأثیر، المبارک النهایة، تقـ: طاهر أحمد الزاوي و محمود محمد الطناحي، القاهرة، ۱۳۸۳هـ/ ۱۹۶۳م؛ ابن بابویه،محمد، الخصال، تقـ: علي أکبر الغفاري، قم، ۱۳۶۲ش؛ م.ن، عل الشرائع، النجف، ۱۳۸۵هـ/ ۱۹۶۶م؛ م.ن،عیون أخبار الرضا (ع)، النجف، ۱۳۹۰هـ/ ۱۹۷۰م؛ م.ن، معاني الأخبار، تقـ: علي أکبر الغفاري، قم، ۱۳۶۱ش؛ ابن حبیب، المحبر، تقـ: لیختن شتیتر، حیدرآبادالدکن، ۱۳۶۱هـ/ ۱۹۴۲م؛ ابن حجر، أحمد، الإصابة، القاهرة، ۱۳۲۸هـ؛ م.ن، لسان المیزان، حیدرآبادالدکن، ۱۳۲۹هـ؛ ابن ربن، علي، الدین و الدولة،تقـ: عادل نویهض، بیروت، ۱۴۰۲-۱۹۸۲م؛ ابن سعد، محمد،کتاب الطبقات الکبیر، تقـ: زاخاو و آخرون، لیدن، ۱۹۰۴-۱۹۱۵م؛ ابن شبة، عمر، تاریخ المدینة المثورة،تقـ: فهیم محمد شلتوت، الحجاز، ۱۳۹۹هـ؛ ابن شهرآشوب، محمد،مناقب آل أبي طالب، قم، المطبعة العلمیة؛ ابن طاووس، علي، إقبال الأعمال، طهران، ۱۳۲۰هـ؛ م.ن، سعد السعود، النجف، ۱۳۶۹ه/ ۱۹۵۰م؛ ابن طیفور، أحمد، کتاب بغداد، تقـ: محمد زاهد الکوثري، القاهرة، ۱۳۶۸هـ/ ۱۹۴۹م؛ ابن عساکر، علي، تاریخ مدینة دمشق، عمان، دار البشیر؛ ابن عنبة، أحمد، عمدة الطالب، النجف، ۱۳۸۰هـ/ ۱۹۶۱م؛ ابن قیم الجوزیة، محمد، جلاءالأفهام، بیروت، ۱۴۰۵هـ/ ۱۹۸۵م؛ م.ن، «زاد المعاد»، في حاشیة شرح المواهب (ظ: همـ، الزرقاني)؛ م.ن، هدایة الحیاری، تقـ: سیف‌الدین الکاتب، بیروت، ۱۴۰۰هـ/ ۱۹۸۰م؛ ابن کثیر، إسماعیل، الفصول في سیرة الرسول (ص)، بیروت، ۱۴۰۵هـ/ ۱۹۸۵م؛ ابن الندیم، الفهرست؛ ابن هشام، عبدالملک، السیرة النبویة، تقـ: طه عبدالرؤوف سعد، بیروت، ۱۹۷۵م؛ أبوحاتم الرازي، أحمد، أعلام النبوة، تقـ: صلاح الصاوي و غلام‌رضا أعواني، طهران، ۱۳۵۶ش؛ أبو داود السجستني، سلیمان، سنن، تقـ: محمد محیي‌الدین عبدالحمید، القاهرة، دار إحیاء السنة النبویة؛ أحمدبن حنبل، مسند، القاهرة، ۱۳۱۳هـ؛ الاختصاص، المنسوب للشیخ المفید،تقـ: علي أکبر الغفاري، قم، جماعة المدرسین؛ الإربلي، علي، کشف الغمة، بیروت، ۱۴۰۵هـ/ ۱۹۸۵م؛ «ألقاب الرسول و عترته (ع)»، المجموعة النفیسة، قم، ۱۴۰۶هـ؛ البخاري، محمد، صحیح، مع حاشیة السندي، القاهرة؛ البرقي، أحمد، رجال، تقـ: جلال‌الدین المحدث الأُرموي، مع رجال ابن داود الحلي، طهران، ۱۳۴۲ش؛ البیهقي، أحمد، دلائل النبوة، تقـ: عبدالمعطي قلعجي، بیروت، ۱۴۰۵هـ/ ۱۹۸۵م؛ الترمذي،محمد، سنن، تقـ: أحمد محمد شاکر و آخرون، القاهرة، ۱۳۵۷هـ/ ۱۹۳۸م و مابعدها؛ وم.ن، الشمائل، مع حاشیة الباجوري، القاهرة، ۱۳۴۴هـ؛ الحاکم النیسابوري، محمد،مستدرک الصحیحین، حیدرآبادالدکن، ۱۳۳۴هـ؛ دیوان أبي طالب، روایة أبي هفان المهزمي، النجف، ۱۳۵۶هـ؛ دیوان حسان بن ثابت، تقـ: ولید عرفات، بیروت، ۱۹۷۴م؛ الاوندي، قطب‌الدین، الخرائج و الجرائح، قم، ۱۴۰۹هـ؛ الزرقاني، محمد، شرح المواهب اللدنیة، القاهرة، ۱۳۲۹هـ؛ السهیلي، عبدالرحمان، الروض الأنف، تقـ: عبدالرحمان الوکیل، القاهرة، ۱۳۸۷هـ/ ۱۹۶۷م؛ السیوطي، الخصائص الکبری، بیروت، ۱۴۰۵هـ/ ۱۹۸۵م؛ م.ن، الدر المنثور، القاهرة، ۱۳۱۴هـ؛ الشیخ الطوسي، محمد، رجال، النجف، ۱۳۸۰هـ/ ۱۹۶۱م؛ الطبرسي، الفضل؛ إعلام الوری، النجف، ۱۳۹۰هـ؛ العهد الجدید؛ العهد القدیم؛ فخرالدین الرازي، محمد، التفسیر الکبیر، القاهرة، المطبعة البهیة؛ القاضي عیاض، الشفاء، تقـ: علي محمد البجاوي، بیروت، ۱۹۷۷م؛ القرآن الکریم؛ القرطبي، محمد، الجامع لأحکام القرآن، بیروت، ۱۹۶۶م؛ القمي، علي، تفسیر، النجف، ۱۳۸۷هـ؛ الکازروني، محمد، نهایة المسؤول، ترجمة فارسیة قدیمة، تقـ: محمد جعفر یاحقي، طهران، ۱۳۶۶ش؛ الکراجکي، محمد، کنز الفوائد، تبریز، ۱۳۲۲هـ؛ الکلیني، محمد، الکافي، تقـ: علي أکبر الغفاري، طهران، ۱۳۹۱هـ؛ الماوردي، علي، أعلام النبوة، تقـ: محمد المعتصم بالله، بیروت، ۱۴۰۷هـ/ ۱۹۸۷م؛ مسلم بن الحجاج، صحیح، تقـ: محمدفؤاد عبدالباقي، القاهرة، ۱۹۵۵م؛ الملاعلي القاري، جمع الوسائل في شرح الشمائل، القاهرة، ۱۳۱۸هـ؛ النووي، یحیی، تهذیب الأسماء و اللغات، القاهرة، ۱۹۲۷م؛ وأیضاً:

Biblia Hebraica, ed. Rudolf Kitel, Stuttgart, 1937; Browne, E.G., A Year Amongst the Persians, London, 1970; Crum, W. E., A Coptic Dictionary, Oxford, 1972; EI2; Guthrie, A. & E. F. F. Bishop, «The Paraclete, Almunhamanna and Ahmad», The Muslim WORLD, NewYork, 1951, vol. XLI; Jacob of Sarug, «Trostschreiben» (vide; Schröter); Liddell, H. G & R. Scott, Greek English Lexicon, Oxford, 1968; Muller, F. & J. H. Thiel, Grieks-Nederlands woordenboek, Batavia, 3rd edition; «The Prayer of the Apostle Paul», tr. D. Mueller, The Nag Hammadi Library in English, Leiden, 1984; Schröter, R., «Trostschreiben Jacob’s von Sarug and die himjaritschen Christen», ZDMG, 1877, vol. XXXI; Watt, W. M., «His Name Is Ahmad», The Muslim World, New York, 1953, vol. XIII; Yurdaydin, H., Islâm târihi dersleri, Ankara, 1982


طباعة   البريد الإلكتروني