إسْماعيل علیه السلام

(وقت القراءة: 7 - 14 دقائق)

شرح جزء 23 قرآن کریم| قصه حضرت ابراهیم و اسماعیل | خبرگزاری فارس

إسْماعيل (ع)، ابن إبراهيم الخليل (ع)، نبي من أنبياء الله يعرف بين المسلمين باسم الذبيح، و يعود نسب النبي الأعظم (ص) إليه. اعتبرت المصادر الإسلامية في الغالب اسمه أعجمياً مركباً من كلمتين «إسمع» و«إيل» (بمعنى إسمع يارب) و قيل إن إبراهيم (ع) كان يبدأ كلامه بهذه الكلمات عند طلبه الولد من الله (ظ: البغوي، ۱/۱۵۳). و قد ذكر أرثور جيفري في دراسة له حول هذا الاسم، جذاراً قديماً له، وعرض نظائره في المصادر العبرية والحبشية و اللغات السامية الأخرى (ص 64؛ أيضاً ظ: غزنيوس، 1035؛ برايت، 90).

ذكر اسم إسماعيل ۱۱ مرة في القرآن الكريم مقترناً بمواضيع مثل بناء إبراهيم و إسماعيل (ع) للكعبة (البقرة/۲/۱۲۷)، و نزول الوحي عليه و كذلك ذكره إلى جانب الأنبياء الآخرين (البقرة/۲/۱۳۳، ۱۳۶، ۱۴۰؛ آل عمران /۳/۸۴؛ النساء /۴/۱۶۳؛ الأنعام/۶/۸۶)، و ولادته كهبة إلٰهية لإبراهيم(إبراهيم /۱۴/ ۳۹)وكذلك ذكر صفاته الحسنة (الأنبياء/۲۱/۸۵؛ ص / ۳۸/ ۴۸). اعتبر إسماعيل في الآية ۸۵ من سورة الأنبياء من الصابرين إلى جانب أنبياء مثل إدريس و ذي الكفل، و قد اعتبر بعض المفسرين امتثال إسماعيل للأمر بالذبح من علائم صبره البينة (مثلاً ظ: فخرالدين الرازي، ۲۲/۲۱۰).

و مما يجدر ذكره أن بعض المفسرين، اعتبر «إسماعيل الصادق الوعد» (مريم/ ۱۹/۵۴) إسماعيل بن إبراهيم، حيث أوردوا قصة في معرض بيانهم لصدقه في الوعد (ظ: البغوي، ۳/۶۲۴؛ الراوندي، ۱۸۹؛ الطبرسي، ۵/۸۰۰؛ أيضاً ظ: فخرالدين الرازي، ۲۱/۲۳۲).

جاء في المصادر الروائية، عند سرد حياة إسماعيل، أن سارة زوجة إبراهيم (ع)، زوجت جارتها هاجر لزوجها لأنها كانت عاقراً و كان زوجها يريد ولداً. فحملت هاجر من إبراهيم، و أنجبت ولداً سمي إسماعيل (الطبري، تاريخ، ۱/۲۵۶-۲۵۷؛ قا: سفر التكوين، الإصحاحان ۱۵و۱۶). و اعتبرت الكثير من الروايات، البشارة الإلٰهية بولادة صبي «عليم» و«حليم» لإبراهيم و التي وردت في آيات من القرآن الكريم (الحجر/۱۵/۵۳؛ الصافات/۳۷/۱۰۱)، بشارة بولادة إسماعيل، و عدته جامعاً لهذه الصفات (ظ: كرماني، ۱۶۳-۱۶۴؛ مجاهد، ۵۴۳؛ الطبرسي، ۸/۷۱۰). و رغم وجود اتفاق في الرأي في الروايات المختلفة، بشأن ولادة إسماعيل عند شيخوخة الأب، و لكن هناك اختلافاً يطالعنا حول عمر إبراهيم في ذلك الوقت، فرأى البعض أنه كان يبلغ ۹۹ سنة من العمر عند ولادة إسماعيل (ظ: البغوي، ۳/۳۸۶؛ الزمخشري، ۲/۳۸۱؛ قا: ابن‌سعد، ۱(۱)/۲۵).

و بعد ولادة إسماعيل كانت سارة التي لم‌يكن لها ولد، تحسد هاجر و ولدها، و لكنها هي الأخرى و بعد فترة من البشارة الإلٰهية أنجبت ولداً سمي إسحاق. وقد ذكرت الروايات أن إبراهيم الذي كان يحب إسماعيل كثيراً، حينما كان قد أجلس إسحاق في حضنه ذات مرة، فمجرد أن رأى إسماعيل أجلسه في حضنه بدلاً من إسحاق (ظ: المسعودي، إثبات...، ۳۱، الذي يذكر عمر إسحاق آنذاك ۳ سنوات). فأثار ذلك غضب سارة، و أبدت انزعاجها من حضور هاجر و ابنها لدى إبراهيم (ع) و دفعت زوجها إلى أن يبعدهما عن الشام؛ و حينئذ أوحى الخالق لإبراهيم أن يحمل هاجر و إسماعيل إلى مكة (ظ: الأزرقي، ۲/ ۳۹؛ الطبري، ن.م، ۱/۲۵۳-۲۵۴). و يجب القول هنا من باب المقارنة إن الحديث دار في رواية العهد القديم عن إرسالها إلى صحراء فاران (؟) (ظ: سفر التكوين، ۲۱: ۲۱). و استناداً للمصادر، كان عمر إسماعيل سنتين في زمن الهجرة (ابن سعد، ۱(۱)/۲۴؛ البلعمي، ۱/۲۰۷) و من جهة أن الفرق بين عمري إسماعيل و إسحاق كان ۵ سنوات (ظ: الطبرسي، ۸/۷۱۰؛ المسعودي، ن.م، ۳۱، ۳۵؛ قا: المقدسي، ۳/۵۳، الذي يوصل هذا الفرق إلى ۱۰ سنوات). و على أي حال فإن هناك في هذه الروايات اضطراباً في الأعداد و الأرقام و التوقيتات بحيث يبدو السعي من أجل العثور على سير تاريخي دقيق، عديم النتيجة. و استناداً إلى الروايات الإسلامية، فإن إبراهيم (ع) كان هو نفسه الذي حمل هاجر و إسماعيل معه، و جعل الله جبرائيل دليلهم، حتى بلغوا أرضاً قاحلة هي مكة، ثم أخبر جبرائيل إبراهيم أنها أرض الموعود الإلٰهي.

أودع إبراهيم (ع)، زوجته و ابنه في أمان الله، و قفل عائداً إلى الشام. و قد روي أنه لما نفد زادهما، غلب العطش الصبي، فأخذت هاجر تعدو في اتجاهات مختلفة بحثاً عن ماء يطفىء غليل الصبي، و قطعت المسافة بين الصفا و المروة ۷ مرات دون أن تعثر على ماء. و في المرة الأخيرة سمعت صوتاً ينطلق من حول إسماعيل، فأسرعت إليه خوفاً من أن يكون هناك حيوان مفترس يفتك بالصبي، و لكنها اكتشفت و هي في غاية السرور أن هناك ماء يجري من تحت قدم الصبي، و هي البئر التي عرفت فيما بعد بزمزم (ظ: الطبري، تاريخ، ۱/۲۵۴- ۲۵۸؛ البيهقي، ۱/ ۴۸؛ القمي، ۱/۶۰-۶۱؛ المقدسي، ۳/۶۰-۶۲). و قد سمت بعض المصادر ذلك الماء «بئر إسماعيل» (مثلاً ظ: ابن هشام، ۱/۱۱۶؛ الطبري، ن.م، ۲/۲۵۱).

و يبدون من مجموع الروايات المختلفة أن إسماعيل فقد على مايبدو أمه في العشرين من عمره (ابن سعد، ۱(۱)/۲۵). و مالبث أن تزوج من فتاة من قبيلة جرهم (ظ: البلعمي، ۱/۲۶۰، الذي ذكر اسمها «ليا»). و في هذه الفترة، حصل إبراهيم (ع) الذي كان يعيش في الشام، على موافقة سارة للذهاب إلى مكة و اللقاء بإسماعيل، و طلبت منه سارة أن لايمكث عند إسماعيل، بل و أن لايترجل. وعندما بلغ إبراهيم دار إسماعيل في مكة، لم‌يجد ابنه في الدار، كما أن زوجته الجرهمية لم‌تتعامل معه باحترام. و عندما أحاط إسماعيل علماً بما حدث بعد عودة أبيه، انفصل عن تلك الزوجة، و اختار زوجة أخرى من بين جرهم، و قد ذكرتها المصادر باسم سيدة و حيفا و رعلة (ظ: ابن سعد، ن.ص؛ ابن هشام، ۱/۵؛ اليعقوبي، ۱/۲۷؛ الثعلبي، ۱۰۰)، وعندما ذهب إبراهيم (ع) للقاء إسماعيل مرة أخرى، لم‌يوفق للقاء أيضاً، و لكنه التقى الزوجة الثانية، و استقبلته بحفاوة (ظ: البغوي، ۱/۱۵۱-۱۵۲؛ اليعقوبي، ۱/۲۶-۲۷؛ الثعلبي، ۸۳).

و من جملة الأحداث المهمة في حياة إسماعيل، تعاونه مع إبراهيم (ع) في بناء الكعبة. و قد ذكرت الروايات الإسلامية بشكل مفصل هذه القصة فيما يتعلق بالآيات ۱۲۵-۱۲۷ من سورة البقرة التي تشير إلى إقامة بيت الله، و تطهيره من الخبث على يد إبراهيم و إسماعيل (ع). وقد جاء في المصادر أن إبراهيم (ع) جاء إلى مكة لتنفيذ الأمر الإلٰهي بتشييد الكعبة، فبدأ إسماعيل مع أبيه ببناءها (الطبري، ن.م، ۱/ ۲۵۹-۲۶۰؛ البخاري، ۴/۱۱۶، ۱۱۷؛ الأزرقي، ۲/۳۲؛ البلاذري، ۱/ ۸). و توجد حول هذا الموضوع روايات مختلفة مالت في بعض الأحيان إلى النسج القصصي في التفاصيل (مثلاً الطبري، ن.م، ۱/۲۵۲؛ أبوالفتوح، ۱/ ۳۲۹-۳۳۰). وقد اعتبرت بعض الروايات، أن حركة إبراهيم و هاجر و إسماعيل من الشام إلى مكة، كانت أساساً بدافع بناء الكعبة (ظ: الطبري، ن.م، ۱/۲۵۳). و استناداً إلى آيات من سورة البقرة (۱۲۷-۱۲۹)، فقد دعا إسماعيل مع أبيه خلال بناء الكعبة و شارك في طلب الهداية لذريته و بعث النبي الأعظم (ص) من بينهم (أيضاً ظ: الأخفش، ۱/۳۳۶؛ تنوير...، ۱۸؛ البخاري، ۴/۱۱۶؛ الطوسي، ۱/۴۶۱-۴۶۲؛ فخرالدين الرازي، ۴/۶۳ و مابعدها؛ عن تفسير «طهِّرابيْتي» في الآية ۱۲۵ من سورة البقرة، ظ: م.ن، ۴/۵۷؛ القرطبي، ۲/۱۱۴).

و قد اعتبرت غالبية المصادر التفسيرية و الروائية الإسلامية الذبيح هو إسماعيل خلافاً للرأي الشائع بين أهل الكتاب، و ذلك في تفسير رؤيا إبراهيم (ع) القاضية بذبح ابنه (الصافات/۳۷/۱۰۲). و لكن لأن القرآن الكريم لم‌يصرح باسم الذبيح، فقد طرح أحياناً إلى جانب الرأي الشائع، القول بكون إسحاق هو الذبيح و ذلك في المصادر الروائية المتقدمة. و قد أيد بعض الباحثين صحة كون إسماعيل هو الذبيح من خلال التمسك ببعض القرائن، و ذكّرت بأن إسحاق لايمكن أن يكون هو الذبيح، ذلك لأنه كان يعيش في الشام، و لم‌يكن في مكة أبداً، و كذلك لأن موضع الذبح كان في أطـراف مكـة (ظ: الطبري، تفسيـر، ۲۳/۵۵؛ المسعـودي، مـروج..، ۱/ ۵۸؛ فخرالدين الرازي، ۲۶/۱۵۴؛ ابن خلدون، ۲(۱)/ ۶۸۹). والشاهد الآخر في هذا المجال حديث مشهور عن النبي (ص) وصف فيه نفسه بأنه «ابن الذبيحين» (إشارة إلى إسماعيل وعبدالله بن عبدالمطلب) (مثلاً ظ: ابن بابويه، ۱/۵۶؛ أيضاً عن أثـر تحت عنوان مسألة الذبيح نرى أن إبراهيم (ع) طرح علـى ابنه بعد بناء الكعبة الأمر الإلٰهي بالذبح في الرؤيا، فامتثل هو بدوره لهذا الأمر (اليعقوبي، ۱/۲۶۴-۲۶۷؛ الطبرسي، ۸/۷۱۰-۷۱۱). و قد جاء في الروايات عند سرد القصة أن إبليس لما علم أن إبراهيم ذهب مع ابنه إلى جبل ثبير لتنفيذ الأمر الإلٰهي، فقد حاول خدع إسماعيل، و عندما لم‌يفلح، اتجه إلى هاجر و لم‌ينجح أيضاً في خدعها (قا: الروايات الدالة على وفاة هاجر عندما بلغ إسماعيل العشرين في السطور السابقة). بلغ إبراهيم و إسماعيل قمة الجبل، و عندما رأى إسماعيل تردد والده في تنفيذ الأمر، طمأنه، و أخبره برضاه بطاعة الأمر الإلٰهي. و عندما وضع إبراهيم السكين على نحر إسماعيل، منعه الوحي الإلٰهي عن المضي في ذلك، و أن الله فداه بكبش مقابل صبره و صدّقه و أمر إبراهيم بأن يضحي بالكبش بدلاً من إسماعيل (الطبري، تاريخ، ۱/۲۷۴-۲۷۵؛ الطبرسي، ن.ص).

يجدر ذكره أن مراسم الذبح في مناسك الحج، بمفهوم الفدي بأعز العلائق الدنيوية، اعتبرت سنّة مقتبسة من هذه الممارسة القديمة و كان إسماعيل يرتدي عند الذبح ثوباً أبيض كما تصرح بذلك إحدى الروايات، و هي إشارة ضمنية إلى ملابس الإحرام في مراسم الحج (ظ: أحمد بن حنبل، ۱/۲۹۷). و قد كانت قصة ذبح إسماعيل (ع) من المضامين التي استلهم منها الأدب الفارسي، ذلك لأنه كان قد نذر وجوده في سبيل الله، و نحن نلاحظ تضمين هذا الجزء من قصة حياة إسماعيل في شعر شعراء مثل المعزي (ص ۷۷)، و ناصرخسرو (ص ۱۸۶، ۳۶۲)، و سنائي (ص ۲۹، ۷۹۵) و المولوي (۱/۱۶).

كان إسماعيل (ع) في عداد أنبياء الله كما يصرح القرآن الكريم و قد وضع دينه مسايراً لدعوة إبراهيم (ع) التوحيدية في مقابل الشرك و عبادة الأوثان (ابن هشام، ۱/ ۷۹؛ الأزرقي، ۱/۱۱۶). و قد ذكر اسمه في القرآن عدة مرات باعتباره أحد الأنبياء (ظ: البقرة/۲/۱۳۶؛ آل‌عمران، /۳/۸۴؛ النساء/۴/۱۶۳). واستناداً إلى الروايات، فقد بعث بالنبوة كي ينشر الهدى بين قبيلة جرهم و كذلك القبائل اليمنية و العماليق. و قد عمل بينهم على أداء الرسالة الإلٰهية لمدة ۵۰ سنة، و دعاهم إلى الصلاة و الزكاة وحذرهم من عبادة الأصنام؛ و لكنهم ثبتوا على كفرهم إلا القليل (ظ: البغوي، ۳/۶۲۴؛ المسعودي، أخبار...، ۱۰۳؛ الطوسي، ۷/۱۳۳؛ ابن الأثير، ۱/۱۲۵).

ذكرت المصادر الروائية أن إسماعيل عاش ۱۳۰سنة، أو أكثر وروت أن جثمانه دفن في منطقة حجر إلى جانب مدفن والدته هاجر (ظ: ابن هشام، ۱/۶؛ اليعقوبي، ۱/۲۲۲؛ المسعودي، ن.م، ۱۰۴؛ المقدسي، ۳/۶۱)؛ و قد أوصى إسماعيل قبل وفاته بأن تتزوج ابنته من عيصو (عيص) بن إسحاق، كما أوصى بالنبوة لأخيه إسحاق (المسعودي، إثبات، ۳۵؛ الثعلبي، ۱۰۰). و أوكل إسماعيل الذي كان يتولى شؤون الكعبة لسنين طويلة، ولاية الكعبة لابنه نابت (ابن الأثير، ۲/۴۲). و من أبنائه الذين عرفوا في الروايات أكثر من غيرهم قيدار و مدين و إدبيل. و قد رحل مدين إلى أرض في الشمال عرفت باسمه، و بعث بالنبوة من أبنائه شعيب (ظ: الدينوري، ۹؛ الثعلبي، ن.ص؛ قا: سفر التكوين، ۲۵: ۱۳-۱۵).

و الملاحظة التي ربطت في المصادر العربية ـ الإسلامية مصير إسماعيل بمصير العرب، اقترانه بقبيلة جرهم من الأعراب البائدة، واستعرابه، حيث تطرح إسماعيل باعتباره «مهاجراً مستعرباً». وحسب الروايات، فبعد مضي مدة من هجرة إسماعيل إلى مكة، أصبحت هذه المنطقة القاحلة بفضل وجود عين زمزم، قابلة للعيش، فأقامت قبيلة جرهم فيها بعد أن كانت تمر بها في طريق رحلتها، أو أنها كانت تسكن بالقرب من مكة على ماتفيد إحدى الروايات، و ذلك بعد أن أُذن لها في ذلك (ظ: الطبري، تاريخ، ۱/ ۲۵۸؛ ابن‌قتيبة، ۳۴؛ القمي، ۱/۶۱؛ الطبرسي، ۱/۳۸۳؛ المقدسي، ۳/۶۰). وقد جاء في الروايات أن إسماعيل تعلم العربية إلى جوار جرهم (البخاري، ۴/۱۱۵؛ البيهقي، ۱/ ۴۹). حتى إنه عندما كان يتحدث مع أبيه أثناء بناء الكعبة، فإن إباه كان يخاطبه بلغته، فيما يجيبه إسماعيل بالعربية (الثعلبي، ۸۸؛ أبوالفتوح، ۱/۳۳۰؛ قا: المسعودي، إثبات، ۳۲). و قد بلغ من اهتمام الروايات بتحدث إسماعيل بالعربية حداً بحيث أنه اعتبر أحياناً أول من نطق بالعربية (ابن‌سعد، ۱(۱)/۲۴؛ الجاحظ، ۳/۱۴۴-۱۴۵؛ المسعودي، النتيجة...، ۷؛ البلاذري، ۱/۶؛ قا: ابن النديم، ۸). بل إن بعض الروايات نسبت إليه أول كتابة بالعربية (ابن فارس، ابن عبدربه، ۴/۱۵۷).

كما اعتبر إسماعيل في المصادر المذكورة أحد الأجداد الرئيسين للعرب، و عادت بنسب عدنان، جد عدد كبير من القبائل العربية إليه؛ في حين أن عدداً قليلاً من المصادر القديمة للأنساب، انحدرت بنسب جميع القبائل، حتى العرب القحطانيين، إليه، واعتبرت إسماعيل أبا العرب (مثلاً ظ: ابن هشام، ۱/ ۸؛ المسعودي، إثبات، ۳۴؛ المقدسي، ۴/۱۰۵).

و استناداً إلى بعض الروايات، فقد اعتبر إسماعيل إلى جانب هود و صالح و شعيب و النبي الأعظم (ص)، أحد الأنبياء العرب الخمسة ( الاختصاص، ۲۶۴-۲۶۵؛ ابن قتيبة، ۶۵؛ أيضاً ظ: ابن‌عبد‌ربه، ۳/۴۰۵)، و اعتبر النبي الأعظم (ص) شخصاً مختاراً من ذريته (ظ: ابن هشام، ۱/۴؛ ابن سعد، ۱(۱)/۲؛ أحمد بن حنبل، ۴/۱۰۷؛ الترمذي، ۵/۵۸۳؛ الطبري، تاريخ، ۷/۱۶۵؛ عن نسبه المتصل، ظ: ابن عبدربه، ۵/ ۸۹؛ ابن عنبة، ۵۹). و مما يجدر ذكره أن البعض خصص في آثاره عند بيان أنساب العرب فصلاً خاصاً بأولاد إسماعيل (مثلاً ظ: ابن النديم، ۱۱۳، ذكر أثر لأبي البختري)، و ذلك فضلاً عن تأليف آثار مستقلة حول نسب أولاد إسماعيل (أبو‌الفداء، ۱/۱۳۱-۱۳۲؛ أيضاً نيكلسون. 64؛ غلد‌سيهر، I/96).

المصادر

ابن الأثير، الكامل؛ ابن بابويه، محمد، الخصال، تق‍ :‍ علي أكبر الغفاري، قم، ۱۴۰۳ه‍/۱۳۶۲ش؛ ابن‌خلدون، العبر؛ ابن الخير، محمد، فهرسة، تق‍ : فرانشسكه قـداره و تاراغـو، سرقسطـة، ۱۸۹۳م؛ ابـن سعـد، محمـد، كتـاب الطبقـات الكبيـر، تق‍ : زاخـاو و آخرون، ليـدن، ۱۹۰۴- ۱۹۱۸م؛ ابن عبدربـه، أحمد، العقـد الفريـد، تق‍ : أحمد الأمين وآخرون، بيروت، ۱۴۰۲ه‍/۱۹۸۲م؛ ابن عنبة، أحمد، الفصول الفخرية، تق‍: جلال‌الدين المحدث الأرموي، طهران، ۱۳۶۳ش؛ ابن فارس، أحمد، الصاحبي، تق‍ : أحمد الصقر، القاهرة، مطبعة عيسى البابي؛ ابن قتيبة، عبدالله، المعارف، تق‍ : ثروت عكاشة، القاهـر‌ة، ۱۹۶۰م؛ ابن النديـم، الفهرست؛ ابن هشـام، عبدالملك، السيـرة النبويـة، تق‍ : مصطفى السقا و آخرون، القاهرة، ۱۳۵۵ه‍/۱۹۳۶م؛ أبوالفتوح الرازي، الحسين، تفسير، تق‍ : أبوالحسن الشعراني، طهران، ۱۳۸۲ه‍؛ ابوالفداء؛ المختصر في أخبار البشر، بيروت، ۱۳۷۵ه‍/۱۹۵۶م؛ أحمد بن حنبل، مسند، القاهرة، ۱۳۱۳ه‍؛ الاختصاص، المنسوب للشيخ المفيد، تق‍ : علي أكبر الغفاري، قم، جماعة المدرسين؛ الأخفش، سعيد، معاني القرآن، تق‍ : عبدالأمير محمد أمين الورد، بيروت، ۱۴۰۵ه‍/۱۹۸۵م: الأزرقي، محمد، أخبار مكة، تق‍ : رشدي الصالح ملحس، بيروت، ۱۴۰۵ه‍/۱۹۸۳م؛ البخاري، محمد، صحيح، إستانبول، ۱۹۸۲م؛ البغوي، الحسين، معالم التنزيل، بيروت، ۱۴۰۵ه‍/۱۹۸۵م؛ البلاذري، أحمد، أنساب الأشراف، تق‍ : محمد حميدالله، بيروت، ۱۹۵۹م: البلعمي، محمد، تاريخ، تق‍ : محمد تقي بهار، طهران، ۱۳۵۳ش؛ البيهقي، أحمد، دلائل النبوة، تق‍ : عبدالمعطي قلعجي، بيروت، ۱۴۰۵ه‍/۱۹۸۵م؛ الترمذي، محمد، سنن، تق‍ : أحمد محمد شاكر و آخرون، القاهرة، ۱۳۵۷ه‍ ومابعدها؛ تنوير المقباس، المنسوب لابن عباس، بيروت، دارالفكر؛ الثعلبي، أحمد، قصص الأنبياء، القاهرة، ۱۴۰۱ه‍/۱۹۸۱م؛ الجاحظ، عمرو، البيان و التبيين، بيروت، دارالكتب العلمية؛ الدينوري، أحمد، الأخبار الطوال، تق‍ : عبدالمنعم عامر، القاهرة، ۱۹۶۰م؛ الراوندي، سعيد، قصص الأنبياء، تق‍ : غلام رضا عرفانيان، مشهد، ۱۴۰۹ه‍؛ الزمخشري، محمود، الكشاف، القاهرة، ۱۳۶۶ه‍/۱۹۴۷م؛ السنائي، محمود، ديـوان، تق‍ : مدرس الرضوي، طهـران، ۱۳۴۱ش؛ الطبرسي، الفضل، مجمع البيـان، تق‍ : هاشم الرسولي المحلاتي و فضل الله اليزدي الطباطبائي، بيروت، ۱۴۰۸ه‍/ ۱۹۸۸م؛ الطبري، تاريخ؛ م.ن، تفسير؛ الطوسي، محمد، التبيان، تق‍ : أحمد حبيب قصير العاملي، بيروت، ۱۳۸۳ه‍. العهد القديم؛ فخرالدين الرازي، التفسير الكبير، القاهرة، المكتبة البهية؛ القرآن الكريم؛ القرطبي، محمد، الجامع لأحكام القرآن، بيروت، ۱۳۷۴ه‍/۱۹۵۲م؛ القمي، علي، تفسير، تق‍ : طيب الموسوي الجزائري، قم، ۱۴۰۴ه‍؛ الكرماني، محمود، البرهان في توجيه متشابه القرآن، تق‍ : عبدالقادر أحمد عطا، بيروت، ۱۴۰۶ه‍/۱۹۸۶م؛ الكليني، محمد، الكافي، تق‍ : علي أكبر الغفاري، طهران، ۱۳۸۹ه‍/ ۱۳۴۸ش؛ مجاهد، أبوالحجاج، تفسير، تق‍ : عبدالرحمان الطاهر بن محمد السورتي، قطر، ۱۳۹۶ه‍/۱۹۷۶م؛ المسعودي، علي، إثبات الوصية، النجف، المكتبة الحيدرية؛ م.ن، أخبار الزمان، بيروت، ۱۳۸۶ه‍/۱۹۶۶م؛ م.ن، التنبيه و الإشراف، القاهرة، ۱۳۵۷ه‍/ ۱۹۳۸م؛ م.ن، مروج الذهب، تق‍ : يوسف أسعد داغر، بيروت، ۱۳۸۵ه‍/۱۹۶۵م؛ المعزي، محمد، ديوان، تق‍ : عباس إقبال الآشتياني، طهران، ۱۳۱۸ش؛ المقدسي، المطهـر، البدء و التاريخ، تق‍ : كلمان هوار، بـاريس، ۱۹۱۶م؛ المولـوي، المثنــوي، تق‍ : نيكلسـون، طهــران، ۱۳۶۳ش؛ ناصـرخسـرو، ديـوان، تق‍ : نصرالله تقوي، طهران، ۱۳۳۹ش؛ اليعقوبي، أحمد، تاريخ، بيروت، ۱۳۷۹ه‍/۱۹۶۰م؛ و أيضاً:

Bright, J., A History of Israel, London, 1967; Gesenius, W., A Hebrew and English Lexicon of the Old Testament, Boston/New York, 1906; Goldziher, I., Muslim Studies, London, 1967; Jeffery, A., The Foreign Vocabulary of the Qur’ān, Baroda, 1938; Nicholson, R. A., A Literary History of the Arabs, Cambridge, 1966


طباعة   البريد الإلكتروني