في زهد النبي (ص)

(وقت القراءة: 9 - 17 دقائق)
في زهد النبي 1 - ابن بابويه قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، قال : أخبرني محمد بن يحيى الخزاز ، قال : حدثني موسى بن إسماعيل ، عن أبيه ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين قال : إن رسول الله دخل على ابنته فاطمة ، وإذا في عنقها قلادة ، فأعرض عنها ، فقطعتها ورمت بها ، فقال لها رسول الله : أنت مني يا فاطمة . ثم جاء سائل فناولته القلادة ، ثم قال رسول الله : اشتد غضب الله وغضبي على من أهرق دمي وآذاني في عترتي . 2 - وعنه قال : حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي ، قال حدثنا جعفر بن محمد العلوي الحسني قال : حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار ، قال : حدثنا حسن بن صالح بن الأسود ، قال : حدثنا أبو معشر ، عن محمد بن قيس ، كان النبي إذا قدم من سفر بدأ بفاطمة فدخل عليها فأطال عندها المكث ، فخرج مرة في سفره ، فصنعت فاطمة مسكتين من ورق وقلادة وقرطين ، وسترا لباب البيت لقدوم أبيها وزوجها ، فلما قدم رسول الله دخل عليها فوقف أصحابه على الباب لا يدرون يقفون أو ينصرفون لطول مكثه عندها ، فخرج رسول الله وقد عرف الغضب في وجهه ، حتى جلس عند المنبر ، فظنت فاطمة أنه إنما فعل ذلك رسول الله لما رأى من المسكتين والقلادة والقرطين والستر ، فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها . ونزعت الستر فبعثت به إلى رسول الله ، وقالت للرسول : قل له : تقرأ عليك ابنتك السلام وتقول اجعل هذا في سبيل الله . فلما أتاه قال : فعلت ، فداها أبوها ثلاث مرات ، ليست الدنيا من محمد ولا من آل محمد ، ولو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء ، ثم قام فدخل عليها . 3 - ابن شهرآشوب ، عن أبي صالح المؤذن في كتابه بالاسناد ، عن علي أن النبي دخل على ابنته فاطمة ، وإذا في عنقها قلادة ، فأعرض عنها ، فقطعتها فرمت بها ، فقال رسول الله : أنت مني يا فاطمة ، ثم جاء سائل فناولته القلادة. 4 - الحسين بن سعيد في كتاب " الزهد " عن النضر بن سويد ، عن عبد الله بن سنان ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : دخل على النبي رجل ، وهو على حصير قد أثر في جسمه ، ووسادة ليف قد أثرت في خده ، فجعل يمسح ويقول : ما رضي بهذا كسرى ولا قيصر ، إنهم ينامون على الحرير والديباج ، وأنت على هذا الحصير ؟ قال : فقال له رسول الله : لأنا خير منهما والله ، لأنا أكرم منهما والله ، ما أنا والدنيا ، إنما مثل الدنيا كمثل رجل راكب مر على شجرة ولها فئ ، فاستظل تحتها ، فلما أن مال الظل عنها ارتحل فذهب وتركها . 5 - الشيخ في " أماليه " قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد ، قال : حدثني أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم المعروف بالخلدي ، قال : حدثنا الحسن بن علي القطان ، قال : حدثنا عباد بن موسى الختلي ، قال : حدثنا أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان المؤدب ، عن عبد الله بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : كان رسول الله يجلس على الأرض ، ويأكل على الأرض ، ويعتقل الشاة ، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير . 6 - وعنه ، قال : أخبرنا ابن مخلد ، قال : أخبرنا الرزاز ، قال : حدثنا حامد بن سهل الثغري قال : حدثنا حامد أبو غسان ، قال : حدثنا شريك ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن ميمونة قالت : أجنبت أنا ورسول الله ، فاغتسلت من جفنة ، وفضلت فيها فضلة ، فجاء رسول الله فاغتسل منها ، قلت : يا رسول الله إنها فضلت مني ، أو قالت : اغتسلت ، فقال : ليس الماء جنابة . 7 - محمد بن يعقوب ، عن أحمد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن عبدل بن مالك ، عن هارون بن الجهم ، عن الكاهلي ، عن معاذ بياع الأكسية قال : - قال أبو عبد الله : كان رسول الله يحلب عنز أهله . 8 - ابن بابويه ، قال : حدثنا الحسين بن محمد بن إدريس رضي الله عنه ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، قال : أخبرني محمد بن يحيى الخزاز ، قال : حدثني موسى بن إسماعيل ، عن أبيه ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عن أمير المؤمنين : كان فراش رسول الله عباءة ، وكان مرفقته أدم حشوها ليف ، فثنيت له ذات ليلة ، فلما أصبح قال : لقد منعني الفراش الليلة الصلاة ، فأمر رسول الله أن يجعل بطاق واحد . 9 - الحسين بن سعيد ، في كتاب " التمحيص " عن عبد الله بن أبي يعفور ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : إن رجلا من الأنصار أهدى إلى رسول الله صاعا من رطب ، فقال رسول الله للخادم التي جاءت به : أدخلي فانظري هل تجدين في البيت قصعة أو طبقا فتأتيني به ، فدخلت ثم خرجت إليه ، فقالت ما أصبت قصعة ولا طبقا ، فكنس رسول الله مكانا من الأرض ، ثم قال لها : ضعيه ههنا على الحضيض ، ثم قال : والذي نفسي بيده لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما أعطى كافرا ولا منافقا منها شيئا . 10 - محمد بن يعقوب ، باسناده ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : إن رسول الله مكث بمكة يوما وليلة يطوي . 11 - وعنه ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمد بن عيسى ، عن عبد الله العلوي عن أبيه ، عن جده ، قال : قال أمير المؤمنين لما قدم عدي بن حاتم إلى النبي ، أدخله النبي بيته ، ولم يكن في البيت غير خصفة ووسادة أدم ، فطرحها رسول الله صلى الله عليه وآله لعدي بن حاتم . 12 - الشيخ في " أماليه " قال : أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن الحسن المقري ، قال : حدثنا محمد بن حسن بن سهل العطار ، قال : حدثنا أحمد بن عمر الدهقان ، قال : حدثنا محمد بن كثير مولى عمر بن عبد العزيز ، قال : حدثنا عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : جاء رجل إلى النبي فشكا إليه الجوع فبعث رسول الله إلى بيوت أزواجه ، فقلن : ما عندنا إلا الماء ، فقال رسول الله : من لهذا الرجل الليلة ؟ فقال علي بن أبي طالب : أنا له يا رسول الله . فأتى فاطمة فقال لها : ما عندك يا ابنة رسول الله ؟ فقالت : ما عندنا إلا قوت الصبية ، لكنا نؤثر ضيفنا ، فقال علي : يا ابنة محمد نومي الصبية واطفئي المصباح . فلما أصبح علي عليه السلام غدا على رسول الله فأخبره الخبر ، فلم يبرح حتى أنزل الله عز وجل : ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) . 13 - وعنه ، قال : حدثنا محمد بن علي بن خثيش قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني بإصبهان ، قال : حدثنا عمرو بن ثور الخدامي ، قال : حدثنا محمد بن يوسف الفريابي ، قال : حدثنا سفيان الثوري ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عايشة ، قالت : ما شبع آل محمد ثلاثة أيام تباعا حتى لحق بالله عز وجل . 14 - محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن يحيى الخثعمي ، عن طلحة بن زيد ، قال : ما أعجب رسول الله شئ من الدنيا إلا أن يكون فيها جايعا خائفا . 15 - ابن بابويه قال : حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه أبي النضر محمد بن مسعود العياشي قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال قال : حدثنا محمد بن الوليد ، عن العباس بن هلال ، عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب ، قال : قال رسول الله : خمس لا أدعهن حتى الممات : الاكل على الحضيض مع العبيد ، وركوب الحمار موكفا ، وحلب العنز بيدي ، ولبس الصوف والتسليم على الصبيان ليكون ذلك سنة من بعدي . 16 - وروي عنه أنه قال : ما لي وللدنيا إنما مثلي والدنيا كراكب أدركه المقيل في أصل الشجرة فقال في أصلها ساعة ومضى . في زهد النبي في المطعم والملبس 1 - الشيخ الطوسي في " مجالسه " قال : قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان الهناني البصري ، قال : حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر ، قال : حدثني أبي ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي أسامة ، عن أبي عبد الله قال : بلغنا أن رسول الله لم يشبع من خبر بر ثلاثة أيام قط ، قال : فقال أبو عبد الله : ما أكله قط ، قلت : فأي شئ كان يأكل ؟ قال : كان طعام رسول الله الشعير إذا وجده ، وحلواه التمر ، ووقوده السعف . 2 - وعنه قال : أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان الأزدي ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن زكريا ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن فضال ، عن علي بن عقبة بن خالد الأسدي ، عن أبي كهمس ، عن عمرو بن سعيد بن هلال قال : قلت : لأبي عبد الله : أوصني ، فقال : أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد ، واعلم أنه لا ينفع اجتهاد ولا ورع فيه ، وانظر إلى ما دونك ولا تنظر إلى من فوقك ، فكثيرا ما قال الله عز وجل لرسوله : ( ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم ) وقال عز ذكره : ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا ) . فإن نازعتك نفسك إلى شئ من ذلك ، فاعلم أن رسول الله كان قوته الشعير وحلواه التمر ، ووقوده السعف ، وإذا أصبت بمصيبة فاذكر مصابك برسول الله ، فإن الناس لم يصابوا بمثله ولن يصابوا بمثله أبدا . 3 - وعنه ، قال : أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني ، قال : أخبرنا محمد بن وهبان ، عن محمد بن أحمد بن زكريا ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن سعيد بن عمرو الجعفي ، عن محمد بن مسلم ، قال : دخلت على أبي جعفر ذات يوم ، وهو يأكل متكئا ، وقد كان يبلغنا أن ذلك يكره ، فجعلت أنظر إليه ، فدعاني إلى طعامه ، فلما فرغ قال : يا محمد لعلك ترى أن رسول الله رأته عين وهو يأكل متكئا منذ بعثه الله إلى أن قبضه ؟ ثم رد على نفسه فقال : لا والله ما رأته عين وهو يأكل متكئا منذ بعثه الله إلى أن قبضه ، ثم قال : يا محمد لعلك ترى أنه شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية منذ أن بعثه الله إلى أن قبضه ؟ ، ثم إنه رد على نفسه ، ثم قال : لا والله ما شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية إلى أن قبضه الله ، أما إني لا أقول : إنه لم يجد ، لقد كان يجيز الرجل الواحد بالمائة من الإبل ، ولو أراد أن يأكل لاكل ولقد أتاه جبرئيل بمفاتيح خزائن الأرض ثلاث مرات فخيره من غير أن ينقصه الله تبارك وتعالى مما أعد له يوم القيامة شيئا ، فيختار التواضع لربه عز وجل ، وما سئل شيئا قط فيقول : لا ، إن كان أعطى ، وإن لم يكن قال : يكون إن شاء الله ، وما أعطى على الله شيئا قط إلا سلم الله له ذلك ، حتى إن كان ليعطي الرجل الجنة ، فيسلم الله ذلك له . ثم تناولني بيده فقال : وإن كان صاحبكم ليجلس جلسة العبد ، ويأكل أكلة العبد ، ويطعم الناس خبز البر واللحم ، ويرجع إلى أهله فيأكل الخل والزيت ، وإن كان ليشتري القميصين السنبلانيين ، ثم يخير غلامه خيرهما ، ثم يلبس الآخر ، فإذا جاز أصابعه قطعه ، وإن جاز كعبه حذفه . وما ورد عليه أمران قط كلاهما الله رضا إلا أخذ بأشدهما على بدنه ، ولقد ولى الناس خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة ، ولا لبنة على لبنة ، ولا أقطع قطيعة ، ولا أورث بيضاء ولا حمراء إلا سبعمائة درهم ، فضلت من عطائه ، أراد أن يبتاع بها لأهله خادما ، وما أطاق عمله منا أحد ، ولقد كان علي بن الحسين عليه السلام ينظر في كتاب من كتب علي فيضرب به الأرض ويقول من يطيق هذا . 4 - وعنه ، بهذا الاسناد عن علي بن عقبة ، عن عبد المؤمن الأنصاري ، عن أبي عبد الله ، قال : قال رسول الله : عرضت على بطحاء مكة ذهبا ، فقلت : يا رب لا ، ولكن أشبع يوما ، وأجوع يوما ، فإذا شبعت حمدتك وشكرتك ، وإذا جعت دعوتك وذكرتك . 5 - المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، قال : حدثني : أبو حفص عمر بن محمد ، قال : حدثنا علي بن مهرويه القزويني ، قال : حدثنا داود بن سليمان الغازي ، قال : حدثنا الرضا علي بن موسى ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله : أتاني ملك فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول : إن شئت جعلت لك بطحاء مكة ذهبا قال : فرفعت رأسي إلى السماء وقلت : يا رب أشبع يوما فأحمدك وأجوع يوما فأسئلك . 6 - ابن بابويه في " أماليه " قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رحمه الله ، قال : حدثني أبي عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن العيص بن القاسم ، قال : قلت للصادق جعفر بن محمد : حديث يروى عن أبيك أنه قال : ما شبع رسول الله من خبز بر ، أهو صحيح ؟ فقال : ما أكل رسول الله خبز بر قط ، ولا شبع من خبز شعير قط . 7 - وعنه ، قال : حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي ، قال : حدثنا أبو يوسف يعقوب بن محمد البصري ، قال : حدثنا ابن عمارة قال : حدثنا علي بن الزعزع البرقي قال : حدثنا أبو ثابت الجزري ، عن عبد الكريم الجزري ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس ، قال : جاع النبي صلى الله عليه وآله جوعا شديدا ، فأتى الكعبة فتعلق بأستارها ، فقال : يا الله لا تجع محمدا أكثر مما أجعته . قال : فهبط جبرئيل ومعه لوزة ، فقال : يا محمد إن الله جل جلاله يقرأ عليك السلام ، ومنه السلام وإليه يعود السلام ، فقال : إن الله تعالى يأمرك أن تفك عن هذه اللوزة ، ففك عنها فإذا فيها ورقة خضراء نضرة مكتوب عليها : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، أيدت محمدا بعلي ، ونصرته به ، ما أنصف الله من نفسه من اتهم الله في قضائه واستبطأه في رزقه . 8 - وروى هذا الحديث من طريق المخالفين أبو الحسن الفقيه علي بن محمد المعروف بابن المغازلي الشافعي ، في " كتاب مناقب أمير المؤمنين " قال : أخبرنا أبو نصر الطحان ، إجازة عن القاضي أبي الفرج الخيوطي ، حدثنا ، عمر بن الفتح البغدادي ، حدثنا أبو عمارة المستملي ، حدثنا ابن أبي الزعزاع الرقي ، عن عبد الكريم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : جاع النبي جوعا شديدا ، فأتى الكعبة فأخذ بأستارها وقال : اللهم لا تجع محمدا أكثر مما أجعته . قال : فهبط جبرئيل ومعه لوزة ، فقال : إن الله تعالى يقرأ عليك السلام ويقول لك : فك عنها ، ففك فإذا فيها ورقة خضراء مكتوب عليها : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، أيدته بعلي ، ونصرته به ، ما أنصف الله من نفسه من اتهمه في قضائه ، واستبطأه في رزقه . 9 - الحسين بن سعيد في كتاب " الزهد " عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان قال : قال أبو عبد الله : يا ابن سنان إن النبي كان قوته الشعير من غير أدم ، إن البر وحسن الخلق يعمران الديار ، ويزيدان في الاعمار . 10 - وعنه عن فضالة بن أيوب ، عن أبي المغرا ، عن زيد الشحام ، عن عمرو بن سعيد بن هلال ، قال : قلت لأبي عبد الله : إني لا ألقاك إلا في السنين ، فأوصني بشئ حتى آخذ به ، قال : أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد ، إياك أن تطمح إلى من فوقك ، وكفى بما قال الله عز وجل لرسوله : ( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم )وقال : ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا ) . فإن خفت شيئا من ذلك فاذكر عيش رسول الله ، فإنما كان قوته من الشعير ، وحلواه من التمر ، ووقوده من السعف إذا وجده ، وإذا أصبت بمصيبة في نفسك أو مالك أو ولدك فاذكر مصابك برسول الله ، فإن الخلايق لم يصابوا بمثله قط . ورواه محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن أبي المغرا ، عن زيد الشحام ، عن عمرو بن سعيد بن هلال . قال : قلت لأبي عبد الله : إني لا ألقاك إلا في السنين فأوصني بشئ آخذ به . وساق الحديث إلى قوله : قط . 11 - وعنه ، عن النضر بن سويد ، عن عاصم ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر قال : قال رسول الله : جاءني ملك فقال : يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك : إن شئت جعلت لك بطحاء مكة رضراض ذهب ، قال : فرفع النبي رأسه إلى السماء فقال : يا رب أشبع يوما فأحمدك ، وأجوع يوما فأسئلك . 12 - محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، عن أبي عبد الله قال : أفطر رسول الله عشية خميس في مسجد قبا فقال : هل من شراب ؟ فأتاه أوس بن خولي الأنصاري بعس مخيض بعسل ، فلما وضعه على فيه نحاه ، ثم قال : شرابان يكتفي بأحدهما من صاحبه لا أشربه ولا أحرمه ، ولكن أتواضع لله ، فإن من تواضع لله رفعه الله ، ومن تكبر خفضه الله ، ومن اقتصد في معيشة رزقه الله ، ومن بذر حرمه الله ، ومن أكثر ذكر الموت أحبه الله . 13 - رواه الحسين بن سعيد في كتاب " الزهد " قال : حدثنا محمد بن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : أفطر رسول الله عشية الخميس في مسجد قبا ، فقال : هل من شراب . وساق الحديث إلى آخره . 14 - محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن ابن فضال ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، قال : سمعت أبا جعفر يذكر أنه أتى رسول الله ملك فقال : إن الله تبارك وتعالى يخيرك أن تكون عبدا رسولا متواضعا أو ملكا رسولا قال : فنظر إلى جبرئيل ، وأومى بيده أن تواضع ، فقال : عبدا رسولا متواضعا ، فقال الرسول مع أنه لا ينقصك مما عند ربك شيئا ، قال : ومعه مفاتيح خزائن الأرض . 15 - وعنه ، عن عدة ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله قال : خرج النبي وهو محزون فأتاه ملك ومعه مفاتيح خزائن الأرض ، فقال : يا محمد هذه مفاتيح خزائن الأرض يقول لك ربك : افتح وخذ منها ما شئت من غير أن ينقص شيئا عندي ، فقال رسول الله : الدنيا دار من لا دار له ؟ ولها يجمع من لا عقل له ، فقال الملك : والذي بعثك بالحق لقد سمعت هذا الكلام من ملك يقول في السماء الرابعة حتى أعطيت المفاتيح . 16 - وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن زيد الشحام ، عن عمرو بن هلاك ، قال : قال أبو جعفر : إياك أن تطمح بصرك إلى من هو فوقك ، فكفى بما قال الله عز وجل لنبيه ( ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم ) وقال : ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا ) فإن دخلك من ذلك شئ ، فاذكر عيش رسول الله ، فإنما كان قوته الشعير ، وحلواه التمر ، ووقوده السعف إذا وجده . 17 - وعنه ، عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، وأبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار ، جميعا ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن سعيد بن عمرو الجعفي ، عن محمد بن مسلم ، قال : دخلت على أبي جعفر ذات يوم ، وهو يأكل متكئا قال : وكان يبلغنا أن ذلك يكره ، فجعلت أنظر إليه وساق الحديث بطوله بنحو ما تقدم . 18 - وعنه ، عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن حماد بن عثمان ، قال : حدثني علي بن المغيرة ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : إن جبرئيل أتى رسول الله فخيره ، وأشار عليه بالتواضع ، وكان له ناصحا ، فكان رسول الله يأكل أكلة العبد ، ويجلس جلسة العبد ، تواضعا لله تبارك وتعالى ، ثم أتاه عند الموت بمفاتيح خزائن الدنيا ، فقال : هذه مفاتيح خزائن الدنيا ، بعث بها إليك ربك ليكون لك ما أقلت الأرض ، من غير أن ينقصك شيئا ، فقال رسول الله : في الرفيق الاعلى . 19 - وعنه ، عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن عبد المؤمن الأنصاري ، عن أبي عبد الله ، قال رسول الله : عرضت علي بطحاء مكة ذهبا ، وساق الحديث بمثل ما تقدم سواء 20 - وعنه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله قال كان رسول الله يعجبه العسل . 21 - وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن عبد الله بن جعفر ، عن محمد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن سكين ، عن أبي عبد الله قال : كان النبي يأكل العسل ويقول : آيات من القرآن ، ومضغ اللبان يذيب البلغم . 22 - الطبرسي ، عن أمير المؤمنين في حديث طويل : أن رسول الله ما رفعت له مائدة قط وعليها طعام ، وما أكل خبز بر قط ، ولا شبع من خبز شعير ثلاث ليال متواليات قط . 23 - وقال عمر بن إبراهيم الأوسي أن لرسول الله حلة يمانية ، وقيل شامية ، لم يقدر يخرج ذراعيه من كمه عند الوضوء ، حتى أخرجهما من أسفلهما وتوضأ . 24 - محمد بن يعقوب ، عن أبي علي الأشعري ، عن محمد بن سالم ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر قال : لبس رسول الله الطاق ، والساج ، والقمائص .

طباعة   البريد الإلكتروني