الصراع بین السنه و ابن تیمیه

(وقت القراءة: 6 - 11 دقائق)

وإياك تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة ، فمن يهديه من بعد الله ، وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود. يعتبر ابن تيمية أحد أهم الشخصيات المؤثرة في عصره ، وقد كثر أتباعه من أيامه إلى هذا اليوم ، وقد حصلت بينه وأتباعه وبين خصومهم من السنة صراعات شديدة استمرت إلى يومنا الحاضر وقد تصدى له عدة من كبار علماء السنة وفقهائهم من الأشاعرة والحنابلة ، وقد صنف عدة من كبار علماء السنة وفقهائهم كتباً في الرد على معتقداته أخذت أسلوب الهجوم الشديد عليه وعلى أتباعه كابن قيم الجوزية ، فممن صنف في الرد عليه وعلى ابن القيم السبكي فقد رد على ابن القيم وأستاذه ابن تيمية في كتاب السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل وعلق عليه وأكمله الكـوثـري نائب شيخ الإسـلام في الدولـة العثمانية والـذي كـان من فقهاء الأحناف المعروفين (1) وقال ابن حجر الهيتمي المكي صاحب كتاب الصواعق المحرقة : ابن تيمية عبد خذله الله وأضله ، وأعماه وأصمه وأذله ، وبذلك صرّح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذب أقواله ، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي وولده التاج والشيخ الإمام العز بن جماعة وأهل عصرهم وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية . إلى أنْ قال : والحاصل أن لا يقام لكلامه وزن ، بل يرمى في كل وعر وحزن ويُعتقد فيه أنه مبتدع ضال ومضل ، جاهل غال ، عامله الله بعدله وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته وفعله آمين . (2)
إلى أنْ قال : ولا زال يتبع الأكابر حتى تمالأ عليه أهل عصره ففسقوه وبدعوه بل كفره كثير منهم ، وقد كتب إليه بعض أجلاء أهل عصره علماً ومعرفة سنة خمس وسبعمائة من فلان إلى الشيخ الكبير إمام أهل عصره بزعمه ...
إلى أنْ قال : ولم يقنع بسب الأحياء حتى حكم بتكفير الأموات ، ولم يكفه التعرض على من تأخر من صالحي السلف حتى تعدى إلى الصدر الأول ومن له أعلى المراتب في الفضل ، فيا ويح من هؤلاء خصماؤه يوم القيامة ، وهيهات أنْ لا يناله غضب ، وأنى له بالسلامة ، وكنت (3) ممن سمعه وهو على منبر جامع بالصالحية وقد ذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : إنّ عمر له غلطات وبليـات وأي بليـات ، وأخبر عنـه بعض السلـف أنـه ذكر علي بن أبي طالب (ع) رضي الله عنه فقال : إنّ علياً (ع) أخطأ في أكثر من ثلاثمائة مكان ، فياليت شعري من أين يحصل لك الصواب إذا أخطأ علي (ع) بزعمك كرم الله وجهه وعمر بن الخطاب ، والآن قد بلغ هذا الحال إلى منتهاه والأمر إلى مقتضاه ولا ينفعني إلا القيام في أمرك ودفع شرك لأنك قد أفرطت في الغي ووصل أذاك إلى كل ميت وحي ، وتلزمني الغيرة شرعاً لله ولرسوله ، ويلزم ذلك جميع المؤمنين وسائر عباد الله المسلمين بحكم ما يقوله العلماء ، وهم أهل الشرع وأرباب السيف الذيـن بهـم الوصـل والقطـع إلى أنْ يحصـل منـك الكف عـن أعـراض الصالحين رضي الله عنهم أجمعين . (4)
وقال أيضاً : وقـال بعضهم : ومن نـظر إلى كتبه لم ينسب إليـه أكثر من هـذه المسائل ، غير أنه قائل الجهة وله في إثباتها جزء ، ويلزم أهل هذا المذهب الجسمية والمحاذاة والاستقرار ، أي فلعله في بعض الأحيان كان يصرح بتلك اللوازم ، فنسبت إليه ، وربما نسب إليه ذلك أئمة الإسلام المتفق على جلالته وإمامته وديانته وأنه الثقة العدل المرتضى المحقق المدقق ، فلا يقول شيئاً إلا عن تثبت وتحقق ومزيد احتياط وتحر ، سيما إنْ نسب إلى مسلم ما يقتضي كفره وردته وضلالته وإهدار دمه ، فإنْ صح عنه مكفر أو مبدع يعامله الله بعدله وإلا يغفر لنا وله . (5)
ويقول أيضاً : وإياك تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة ، فمن يهديه من بعد الله ، وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود ، وتعدوا الرسوم وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة ، فظنوا بذلك أنهم على هدى من ربهم وليسوا كذلك بل هم على أسوأ الضـلال وأقبـح الخصـال ، وأبلـغ المقـت والخسـران ، وأنهى الكذب والبهتان ، فخذل الله متبعهم ، وطهر الأرض من أمثالهم . (6)
وصنف أبو بكر الحصني الدمشقي الشافعي كتاباً يـرد فيـه على ابن تيمية (7) بعنوان دفع شُبه من شَبَه وتمرد ونسب ذلك إلى الإمام أحمد ، ومما جاء في هذا الكتاب قوله : قال بعض علماء الحنابلة في الجامع الأموي في ملأ من الناس : لو اطلع الحصني على ما اطلعنا عليه من كلامه لأخرجه من قبره وأحرقه ... (8)
وقال أيضاً : ثم اعلم أنّ مثل هؤلاء قد لا يقدرون على مقاومة العلماء إذا قاموا في نحره ، فجعل له مخلصاً منهم بأنّ ينظر إلى الأمر إليه في ذلك المجلس ، فيقول له : ما عقيدة إمامك ؟ فإذا قال : كذا وكذا ، قال : أشهد أنها حق ، وأنا مخطيء ، واشهدوا أني على عقيدة إمامك ، وهذا كان سبب عدم إراقة دمه ، فإذا انفض المجلس أشاع أتباعه أنّ الحق في جهته ومعه ، وأنه قطع الجميع ، ألا ترون كيف خرج سالماً حتى حصل بسبب ذلك افتتان خلق كثير لا سيما من العوام ، فلما تكرر ذلك منه علموا أنه إنما يفعل ذلك خديعة ومكراً ، فكانوا مع قوله ذلك يسجنونه ، ولم يزل ينتقل من سجـن إلى سجـن حتى أهلكـه الله عز وجـل في سجن الزندقة والكفر . (9)
وقال أيضاً : وأزيد على ذلك ما ذكره صاحب عيون التواريخ ، وهو ابن شاكر ويُعرف بصلاح الدين الكتبي ، وبالتريكي ، وكان من أتباع ابن تيمية ، وضُرب الضرب البليغ لكونه قال لمؤذن في مأذنة العروس وقت السحر : أشركت ، حين قال :
ألا يا رسول الله أنت وسيلتي إلى الله في غفران ذنبي وزلتي
وأرادوا ضرب عنقه ، ثم جددوا إسلامه ، ,إنما أذكر ما قاله لأنه أبلغ في حق ابن تيمية في إقامة الحجة عليه ، مع أنه أهمل أشياء من خبثه ولؤمه ، لما فيها من المبالغة في إهانة قدوته ، والعجب أنّ ابن تيمية ذكرها ، وهو سكت عنها فمن ذلك ما أخبر به أبو الحسن علي الدمشقي في صحن الجامع الأموي عن أبيه قال : كنا جلوساً في مجلس ابن تيمية ، فذكر ووعظ وتعرض لآيات الاستواء ثم قال : واستوى الله على عرشه كاستوائي هذا ، قال : فوثب الناس عليه وثبة واحدة وأنزلوه من الكرسي وبادروا إليه ضرباً باللكم والنعال وغير ذلك حتى أوصلوه إلى بعض الحكّام ، واجتمع في ذلك المجلس العلماء ، فشرع يناظرهم ، فقالوا إليه ما الدليل على ما صدر منك ؟ فقال : قوله تعالى : ( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) (10) ، فضحكوا منه ، وعرفوا أنه جاهل لا يجري على قواعد العلم ... (11)
ونظير ما تقدم نقله ابن بطوطة في كتابه تحفة النظّار المعروف برحلة ابن بطّوطة ، يقول في رحلته : وكان بدمشق من كبار فقهاء الحنابلة تقي الدين بن تيمية ، كبير الشام ، يتكلم في الفنون ، إلا أنّ في عقله شيئاً ، وكان أهل دمشق يعظمونه أشد التعظيم ، ويعظهم على المنبر ، وتكلم مرة بأمرٍ أنكره الفقهاء ، ورفعوا إلى الملك الناصر ، فأمر بإشخاصه إلى القاهرة ، وجمع القضاة بمجلس الملك الناصر ، وتكلم شرف الدين الزواوي المالكي وقال : إنّ هذا الرجل قال كذا وكذا ، وعدد ما أنكر على ابن تيمية ، وأحضر العقود بذلك ووضعها بين يدي قاضي القضاة ، وقال قاضي القضاة لابن تيمية : ما تقول ؟ قال : لا إله إلا الله ، فأعاد عليه ، فأجاب بمثل قوله ، فأمر الملك الناصر بسجنه ، فسجن أعواماً ، وصنف في السجن كتاباً في تفسيـر القـرآن سماه بـ > البحر المحيط < ، في نحو أربعين مجلداً ، ثم إنّ أمه تعرضت للملك الناصر وشكت إليه ، فأمر بإطلاقه ، إلى أنْ وقع ذلك منه ثانية ، وكنت إذْ ذاك بدمشق فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويُذكرهم ، فكان من جملة كلامه أنْ قال : إنّ الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ، ونزل درجة من درج المنبر ، فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء ، وأنكر ما تكلم به ، فقامت العامة إلى هذا الفقيه وضربوه بالأيدي والنعال ضرباً كثيراً حتى سقطت عمامته ، وظهر على رأسه شاشية حرير ، فأنكروا عليه لباسها ، واحتملوه إلى دار عز الدين بن مسلم قاضي الحنابلة ، فأمر بسجنه وعزره بعد ذلك ، فأنكر فقهاء المالكية والشافعية ما كان من تعزيره ، ورفعوا الأمر إلى ملك الأمراء سيف الدين تنكز ، وكان من خيار الأمراء وصلحائهم ، فكتب إلى الملك الناصر بذلك ، وكتب عقداً شرعياً على ابن تيمية بأمور منكرة ، منها أنّ المطلق بالثلاث في كلمة واحدة لا تلزمه إلا طلقة واحدة ، ومنها أنّ المسافر الذي ينوي بسفره زيارة القبر الشريف زاده الله طيباً لا يقصّر الصلاة ، وسوى ذلك ما يشبهه ، وبعث العقد إلى الملك الناصر ، فأمر بسجن ابن تيمية بالقلعة فسجن بها حتى مات في السجن . (12)
وكان من جملة ما نقله أبو بكر الحصني الشافعي حيث قال : ولنرجع إلى ما ذكره ابن شاكر في تاريخه في الجزء العشرين ، قال : وفي سنة خمس وسبعمائة في ثامن رجب عُقد مجلس بالقضاة والفقهاء بحضرة نائب السلطنة بالقصر الأبلق ، فسُئل ابن تيمية عن عقيدته ، فأملى شيئاً منها ، ثم أحضر عقيدته الواسطية ، وقرئت في المجلس ، ووقعت بحوث كثيرة ، وبقيت مواضع أخرى إلى مجلس ثان ، ثم اجتمعوا يوم الجمعة ثاني عشر من رجب وحضر المجلس صفي الدين الهندي ، وبحثوا ، ثم اتفقوا على أنّ كمال الدين الزملكاني يحاقق ابن تيمية ، ورضوا كلهم بذلك ، فأفحم كمال الدين ابن تيمية ، وخاف ابن تيمية على نفسه ، فأشهد على نفسه الحاضرين أنه شافعي المذهب ، ويعتقد ما يعتقده الإمام الشافعي ، فرضوا منه بذلك ، وانصرفوا ، ثم إنّ أصحاب ابن تيمية أظهروا أنّ الحق ظهر مع شيخهم ، وأنّ الحق معه ، فأحضروا إلى مجلس القاضي جلال الدين القزويني ، وأحضروا ابن تيمية ، وصُفع ، ورسم تعزيره ، فشُفع فيه ، وكذلك فعل الحنفي باثنين من أصحاب ابن تيمية ... الخ . (13)
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة : ... فذكروا أنه ذكر حديث النزول ، فنزل عن المنبر درجتين ، فقال : كنزولي هذا ، فنُسب إلى التجسيم ورده على من توسل بالنبي صلى الله عليه (وآله) وسلم أو استغاث ، فأشخص من دمشق في رمضان سنة خمس وسبعمائة فجرى عليه ما جرى وحُبس مراراً ... (14)
وهذه الخلافات تنقلها مصادر أتباع ابن تيمية كالحافظ ابن كثير فيها إهمال لكثير من التفاصيل التي ينقلها أعداؤه ، وتغيير في بعض المواضع ، وقد نقل ابن كثير بعض ما جرى بينه وبين غيره من الفقهاء ، وقال (15) : وكان للشيخ تقي الدين من الفقهاء جماعة يحسدونـه لتقدمه عند الدولة .
وقال أثناء كلامه لما جرى عليه في القاهرة (16) : فلما كان يوم الجمعة بعد الصلاة عقد للشيخ مجلس بالقلعة اجتمع فيها القضاة وأكابر الدولة ، وأراد أنْ يتكلم على عادته ، فلم يتمكن من البحث والكلام ، وانتدب له الشمس ابن عدنان خصماً احتساباً ، وادعى عليه عند ابن مخلوف المالكي أنه يقول : إنّ الله فوق العرش حقيقة ، وأنّ الله يتكلم بحرف وصوت ، فسأله القاضي جوابه فأخذ الشيخ في حمد الله والثناء عليه ، فقيل له : أجب ما جئنا بك لتخطب ، فقال : ومن الحاكم فيّ ؟ فقيل له : القاضي المالكي ، فقال له الشيخ : كيف تحكم فيّ وأنت خصمي ، فغضب غضباً شديداً وانزعج ، وأقيم مرسماً عليه ، وحبس في برج أياماً ثم نقل منه ليلة العيد إلى الحبس المعروف بالجب ...
إلى أنْ قال : وأما ابن صصرى فإنه جدد له توقيع بالقضاء بإشارة المنبجي شيخ الجاشنكير حاكم مصر ، وعاد إلى دمشق يوم الجمعة سادس ذي القعدة والنفوس منه نافرة ، وقريء تقليده بالجامع ، وبعده قريء كتاب فيه الحط على الشيخ تقي الدين ومخالفته في العقيدة ، قام عليه جاشنكيز وشيخه نصر المنبجي ، وساعدهم جماعة كثيرة من الفقهاء والفقراء ، وجرت فتن كثيرة منتشرة ، نعوذ بالله من الفتن ، وحصل للحنابلة بالديار المصرية إهانة عظيمة كثيرة ، وذلك أنّ قاضيهم كان قليل العلم ، مزجيّ البضاعة ، وهـو شرف الدين الحراني ، فلذلك نال أصحابهم ما نالهم ... (17)
وقد تقدمت بعض عبارات السبكي والكوثري في عقائد ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية .
والهدف مما تقد كله بيان أنّ ابن تيمية وإنْ كان رأيه يمثل شريحة مهمة وكبيرة عند السنة ، ولكن ليس بالضرورة مذهبه يعبر عن موقف السنة بصورة عامة ، فقد كان الكثير من فقهاء السنة منذ زمانه إلى هذا اليوم يعارضون قوله ويرونه منحرفاً عن عقيدة السنة ، وهذا أمر نحتاج إليه كثيراً عند البحث في المسائل الخلافية التي لا يختلف فيها الشيعة مع السنة ، وإنما اختلافهم فيها مع ابن تيمية وأتباعه .
__________________________________
(1) وقد طبع هذا الكتاب عدة طبعات منها طبعة مكتبة زهران بالقاهرة سنة 1993 م .
(2) الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي ص 114 ط. دار المعرفة / بيروت .
(3) هذا كلام الشخص الذي كتب إلى ابن تيمية سنة خمس وسبعمائة حسب نقل ابن حجر في الفتاوى الحديثية . .
(4) الفتاوى الحديثية ص 115 ، 116 .
(5) الفتاوى الحديثية ص 117 .
(6) الفتاوى الحديثية ص 203 ، 204 .
(7) وقد طبع هذا الكتاب بطبعة دار إحياء الكتب العربية بالقاهرة سنة 1350 هـ ، وطبعة المكتبة الأزهرية للتراث ، وهي غير مؤرخة .
(8) دفع شُبه من شَبَه وتمرد ص 34 ط . المكتبة الأزهرية للتراث .
(9) دفع شُبه من شَبَه وتمرد ص 35 .
(10) سورة طه : 5 .
(11) دفع شُبه من شَبَه وتمرد ص 41 ، 42 .
(12) رحلة ابن بطّوطة ص 112 ، 113 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1407هـ .
(13) دفع شُبه من شَبَه وتمرد ص 43 ، 44 .
(14) الدرر الكامنة ج1 ص 154 رقم 409 .
(15) البداية والنهاية ج14 ص 39 حوادث سنة (705هـ) .
(16) البداية والنهاية ج14 ص 40 .
(17) البداية والنهاية ج14 ص 40 ، وراجع الدرر الكامنة ج1 ص 147 .

 


طباعة   البريد الإلكتروني