أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بن مُحَمَد بنْ سَلَامَة الأُزْدِيّ الطَحَاوِيّ

(وقت القراءة: 3 - 6 دقائق)

من أعلام الإسلام الطحاوي 229-321 هـ[1] 34816634. SY475

مولده:

ولد سنة (329هـ)

وفاته:

سنة 321هـ

الإمام العلامة الحافظ الكبير محدث الديار المصرية وفقيهها عند العامة أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة الأزدي الحجري المصري[2] الطحاوي الحنفي ، نسبة إلى ( طحا ) في قرى مصر ، ولد سنة تسع وعشرين ومائتين . تفقه على مذهب الشافعي ثم انتقل إلى مذهب أبي حنيفة .و من أشهر كتبه العقيدة الطحاوية.

وقد ذكر ابن خلكان في الوفيات : أن سبب انتقاله إلى مذهب أبي حنيفة ورجوعه عن مذهب الشافعي لأن خاله المزني قال له يوماً : والله لا يجيء منك شيء .

فغضب وتركه واشتغل على أبي جعفر بن أبي عمران الحنفي ، حتى برع وفاق أهل زمانه ، وانتهت إليه رئاسة الحنفية في مصر .

النسب والنشأة

أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي من الحجر بن عمران بن عمرو بن مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.[3]

نشأ الطحاوي في أسرة معروفة بالعلم والتُّقى والصلاح، كما كانت ذات نفوذ ومنعة وقوة في صعيد مصر. وكان والده من أهل العلم والأدب والفضل، أما والدته فهي - على الراجح - أخت المزني صاحب الإمام الشافعي، وقد كانت معروفة بالعلم والفقه والصلاح، وقد ذكرها السيوطي فيمن كان في مصر من الفقهاء الشافعية. وتتلمذ الطحاوي على يد والدته الفقيهة العالمة الفاضلة، ثم التحق بحلقة الإمام أبي زكريا يحيى بن محمد بن عمروس، والتي تلقَّى فيها مبادئ القراءة والكتابة، واستظهر القرآن الكريم، ثم جلس في حلقة والده، واستمع منه، وأخذ عنه قسطًا من العلم والأدب، ونهل الطحاوي من معين علم خاله (المُزنيِّ)، فاستمع إلى سنن الإمام الشافعي، وإلى علم الحديث ورجاله.

شيوخه :

تخرج على كثير من الشيوخ ، وأفاد منهم ، وقد أربى عددهم على ثلاثمائة شيخ ، فقد سمع من هارون بن سعيد الأيلي ، وعبد الغني بن رفاعة ،ويونس بن عبد الأعلى ، وعيسى بن مثرود ، ومحمد بن عبد الله ابن عبد الحكم ، وبحر بن نصر الخولاني ، وخاله أبي إبراهيم المزني ، فقد روى عنه مسند الشافعي ،وسليمان ابن شعيب الكيساني ، ووالده محمد بن سلامة ، وإبراهيم بن منقذ ،والربيع بن سليمان المُرَادي ، وبكار بن قُتيبة ، ومقدام بن داوود الرُعيني ، وأحمد ابن عبد الله بن البرقي ، ومحمد بن عقيل الفريابي ، ويزيد بن سنان البصري وغيرهم .

تلاميذه :

وروى عنه خلق منهم : أحمد بن القاسم الخشاب ، وأبو الحسن محمد ابن أحمد الأخميمي ، ويوسف الميانجي ، وأبو بكر بن المقريء ، وأبو القاسم الطبراني ، وأحمد بن عبد الوارث الزجاج ، وعبد العزيز بن محمد الجوهري ، قاضي الصعيد ، ومحمد بن بكر بن مطروح ، ومحمد بن الحسن ابن عمر التنوخي ،ومحمد بن المظفر الحافظ ، و غيرهم .

وارتحل إلى الشام في سنة ثمان وستين ومائتين ، فلقي القاضي أبا خازم وتفقه عليه .

عقيدته ومنهجه :

الشیخ الطحاوي من أئمة السلف الصالح ، العاملين على هدي من الله وبصيرة ،الذين لا يألون جهداً في نشر مذهب السلف في العقيدة المستمدة من الكتاب والسنة ، وخير شاهد على ذلك كتابه العظيم -والذي تلقاه العلماء سلفاً وخلفاً بالقبول-(العقيدة الطحاوية) فإن الدارس لهذا الكتاب يتبين له من خلال دراسته أن مؤلفه - رحمه الله- قد التزم بمنهج أهل السنة والجماعة ، في مفهوم الاعتقاد ، وخاصة فيما يتعلق بالأسماء والصفات ، والتي جنحت فيها كثير من الفرق ، من مشبهة ، ومعطلة ، ومؤولة إلا ما أخذ عليه في بعض المواطن النادرة (وأبى الله أن يتم إلاكتابه) .

أما منهجه في المذهب وترجيحه للأقوال فإنه يعتبر قدوة ومدرسة في ذلك ،فلم يمنعه التزامه بمذهب ( أبي حنيفة رحمه الله ) النظر في الأدلة والأقوال المخالفة لمذهبه ، وترجيح بعضها على بعض بحسب ما يراه راجحاً ، وما يتبين له من الحق ، وهذا من أمثل المناهج في التفقه والنظر ، وذلك لمن حصلت له الأهلية في ذلك .

ومما يؤيد ذلك ما قاله ابن زولاق : ـ سمعت أبا الحسن علي بن أبي جعفر الطحاوي يقول : سمعت أبي يقول : وذكر فضل أبي عبيد بن جرثومة وفقهه ، فقال :كان يذاكرني في المسائل فأجبته يوماً في مسألة فقال لي : ما هذا قول أبي حنيفة !

فقلت له : أيها القاضي أو كل ما قاله أبو حنيفة أقول به ؟ فقال : ما ظننتك إلا مقلداً ، فقلت له : وهل يقلد إلا عصبي ، فقال لي : أو غبي ، قال : فطارت هذه بمصر حتى صارت مثلاً وحفظها الناس][4] .

ثناء العلماء عليه :

لقد أثنى على الإمام الطحاوي غير واحد من أهل العلم ، والفقه ، والحديث ، وعلماء الجرح والتعديل . قال ابن يونس : وكان ثقة ثبتاً فقيهاً عاقلاً ، لم يخلف مثله .

وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء : الإمام العلامة ، الحافظ الكبير ، محدث الديار المصرية وفقيهها . وقال ابن كثير في البداية والنهاية : الفقيه الحنفي ، صاحب التصانيف المفيدة ، والفوائد الغزيرة ، وهو أحد الثقات الأثبات ، والحفاظ الجهابذة .

وقال ابن الجوزي في المنتظم : كان الطحاوي ثبتاً ، فقيهاً ، عاقلاً . وقال الصلاح الصفدي في الوافي : كان ثقة نبيلاً ، ثبتاً ، فقيهاً ، عاقلاً لم يخلف بعده مثله .

وقال السيوطي في طبقات الحفاظ : الإمام العلامة الحافظ ، صاحب التصانيف البديعة .

وقال ابن كثير في البداية والنهاية: الطحاوي الفقيه الحنفي، صاحب التصانيف المفيدة، والفوائد الغزيرة، وهو أحد الثقات الأثبات، والحفاظ الجهابذة.

مصنفاته :

أما تصانيفه فقد كانت غاية في التحقيق ، وحوت من الفوائد وحسن العرض والتصنيف ما جعلها جديرة بالاهتمام منها :

1- العقيدة الطحاوية : والتي قال عنها السبكي : (جمهور المذاهب الأربعة على الحق يقرؤون عقيدة الطحاوي التي تلقاها العلماء سلفاً وخلفاً بالقبول )[5] .

2- اختلاف العلماء .

3- بيان السنة والجماعة في العقيدة .

4- حكم أراضي مكة المكرمة .

5- شرح الجامع الصغير والكبير للشيباني في الفروع .

6- عقود المرجان في مناقب أبي حنيفة النعمان .

7- الفرائض .

8- قسمة الفيء والغنائم .

9- كتاب التاريخ .

10- كتاب التسوية بين حدثنا وأخبرنا .

11- الشروط الصغير .

12- الشروط الكبير .

13- المحاضرات والسجلات .

14- المختصر في الفروع .

15- نقد المدلسين على الكرابيسي .

16- اختلاف الروايات علي مذهب الكوفيين .

17- مشكل الآثار .

18- شرح معاني الآثار .

وفاته :

توفي -رحمه الله- سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ، ليلة الخميس مستهل ذي القعدة . بمصر ، ودفن بالقرافة .

 

[1] انظر ترجمته في طبقات الشيرازي 8/218 ، الأنساب 8 / 218 ، تاريخ ابن عساكر 2 /189-190 المنتظم 6 / 186 ، وفيات الأعيان 1 / 71- 72 ، الوافي بالوفيات 8 / 9 -10 ، مرآت الجنان 2 / 281 ، تذكرة الحفاظ 3 / 808 ، البداية والنهاية 11/174 العبر 2 / 11 ، سير أعلام النبلاء 15 / 27-32 ، لسان الميزان 1 / 174-282 ، شذرات الذهب 2 / 288 ، طبقات الحفاظ 339 ، حسن المحاضرة 198 ، اللباب 2 / 275 ، كشف الظنون 5 / 58 ، النجوم الزاهرة 3 /239 ، مقدمة العقيدة الطحاوية ، مقدمة شرح معاني الآثار ، وكتب أخرى

[2] بفتح الحاء المهملة وسكون الجيم وفي آخرها الراء.

هذه النسبة إلى ثلاث قبائل اسم كل واحدة حجر: إحداها حجر حمير والاخرى حجر رعين والثالثة حجر الازد.

هكذا أوردها صاحب " الأنساب ": 4 / 66- 67 وقد خطأه ابن الأثير في " اللباب ": 1 / 281 فقال: " حجر رعين هو حجر حمير ". يعني أن هناك حجرين: حجر رعين وحجر الازد لا غير. ومن حجر الازد الطحاوي.

[3] اللباب في تهذيب الأنساب - ابن الأثير الجزري - ج 1 - الصفحة 343، نسخة محفوظة 12 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين./ الأعلام - خير الدين الزركلي - ج 2 - الصفحة 169، نسخة محفوظة 23 يناير 2020 على موقع واي باك مشين. / تاج العروس - الزبيدي - ج 6 - الصفحة 243، نسخة محفوظة 23 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.

[4] لسان الميزان لابن حجر في ترجمته للطحاوي 1 / 280 .

[5] من كتابه معيد النعم ومبيد النقم .


طباعة   البريد الإلكتروني