الشيعة في الأردن

(وقت القراءة: 2 - 3 دقائق)
الشيعة في الأردن اصولهم من بنت جبيل وعددهم يفوق 5 الاف محمد عودة مجلة الهلال الأردنية (عدد 117) تتجاذب الطائفة الجعفرية في الاردن مشاعر متضاربة تجاه ما يحدث في العراق، وموقف الشيعة العراقيين من الاحتلال الامريكي البريطاني لبلدهم، فمن جهة فان انتماءهم الطائفي يؤسس لوعي سياسي اجتماعي بخصوص رياح التغيرات التي هبت على المنطقة، ومن جهة اخرى فان ولاءهم لوطنهم الاردن يستوجب منهم النظر بعقل مفتوح الى متطلبات مواطنتهم الاردنية. ويقول احد افراد الطائفة الذي فضل عدم ذكر اسمه ان الطائفة في الاردن اقرب وجدانياً لاي طرف سيحمل راية التصدي والمقاومة ضد المحتل الامريكي والانجليزي للعراق. ويوضح ان عدد افراد الطائفة في الاردن يتجاوز خمسة الاف فرد وان جذورهم تعود الى مدينة \"بنت جبيل\" وبعض القرى في جنوب لبنان، وان اجدادهم وصلوا الى مدينة الرمثا، وقرى الطرة وكفر اسد ودير ابي سعيد بعد ان تعرضت مدينة \"بنت جبيل\" الى التدمير وبعدما واجهت المحتل الفرنسي ابان الحملة الفرنسية على سوريا ولبنان بعد نهاية الحرب العالمية الاولى. ويشير الى ان مدينة \"بنت جبيل\" كانت تعتبر مركزاً تجارياً مهماً نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وكان حجمها اكبر من مدينة صور، وازدهرت تجارتها، ووصل تجارها الى شمال فلسطين وجنوب سوريا وشمال الاردن، بل ان جزءاً كبيراً من تجارها كانوا يملكون منازل لهم في هذه المناطق، مبيناً ان جده امتلك منزلاً في مدينة الرمثا منذ عام 1860م. وبعد تدمير المدينة فان جزءاً كبيراً من سكانها لجأوا الى شمال فلسطين والاردن وجنوب سوريا، وذلك اتقاء من شرور السلطة الفرنسية، بالاضافة الى معرفتهم باهالي هذه المناطق، وعلاقاتهم التجارية السابقة معهم. واخذ شكل الاستقرار لديهم الجانب المؤقت املاً في العودة، وبالفعل فان عدداً كبيراً من الاسر عادوا الى مدينتهم والقرى المجاورة لها منتصف اربعينات القرن الماضي بعد اندحار المحتل الفرنسي عن لبنان. واخذ وجودهم يدخل في النسيج الاجتماعي في اماكن تواجدهم، وبدأت العلاقات الاجتماعية تاخذ شكلاً طبيعياً منذ اللحظة الاولى من وصولهم الى مناطق تواجدهم، وتصاهروا مع العائلات الاردنية دون تمييز، ولا سيما انهم يعتبرون المذهب الجعفري مذهباً خامساً بعد الشافعية والحنفية والحنبلية والمالكية، واستناداً الى ما ذهب اليه امام الازهر ايام جمال عبد الناصر الشيخ محمود شلتوت. ويقول ان للطائفة الجعفرية في الاردن وجوداً اجتماعياً واقتصادياً، ومعظم ابنائها تلقوا قدراً كبيراً من التعليم، ودخلوا في النسيج الاجتماعي للمدن والقرى المتواجدين بها، واصبح انتماؤهم الوطني اردنياً بغض النظر عن اصولهم وانتمائهم المذهبي. ويشير الى ان حال افراد الطائفة بقيت مثل باقي افراد المجتمع الاردني، بل ان الملك المؤسس عبد الله الاول ابدى اهتماماً بهم، سيما انه من آل البيت، الذين يعتبرهم منتسبو الطائفة زعماء الامة الاسلامية. ويرى ان الحكومة الاردنية حاولت ابان الحرب العراقية الايرانية استكشاف توجهات الطائفة الجعفرية في الاردن، على اعتبار ان الاردن اخذ موقفاً الى جانب العراق في المعركة، وبالرغم من ايمان ابناء الطائفة من ان هذه المعركة ضد مصالح شعوب المنطقة، ولا سيما ان وقودها ابناء الطائفة من الايرانيين والعراقيين، الا ان المحاولات المحمومة للاعلام العربي في تشخيص المذهب الشيعي ومن ينتمي اليه عدواً فارسياً للامة للاسلامية. وبعد الحرب العراقية الايرانية وخلالها اخذت الاجهزة المختلفة تضع ابناء الطائفة في الاردن تحت المجهر، لتحديد انتماءاتهم السياسية، الا ان هذا الامر لم يدفع الطائفة الى تغيير الانتماء الى اية جهة غير الاردن، وبالرغم من تاكيداتهم باستمرار ان انتماءهم الحقيقي عربي وقومي، الا ان المحاولات المحمومة دفعتهم للاحساس بكونهم طرفاً اخر. وازدادت وتيرة المحاولات لتصنيفهم واتهامهم بتهم مختلفة بعد انتفاضة جنوب العراق عام 1991م وهذا اثر على الطائفة، ولا سيما ان الاعلام اعتبرهم طرفاً معادياً. ويقول ان تجربة \"حزب الله\" في دحر الاحتلال الصهيوني من جنوب لبنان، اعاد جزءاً من الروح الى ابناء الطائفة بعدما شعروا بانهم موضع اتهام، مؤكداً ان المطلوب الآن النظر الى الوجود الامريكي والبريطاني في العراق كاحتلال والباقي تفاصيل ، وهذا يشكل القاسم المشترك الاعظم بين الاطراف العراقية المختلفة، والمؤشرات كثيرة تدلل على ان الشعب العراقي سيجد الاليات الحقيقية لدحر الاحتلال.

طباعة   البريد الإلكتروني