اهمية المداومة على الادعية

(وقت القراءة: 3 - 5 دقائق)

5688427 579

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم

ان للمداومة على الادعية أثرا" مهما" في اجابة الدعاء ونيل الداعي مبتغاه وهذه نكتة مهمة يلزم التوجه اليها على كل من يمارس الدعاء, لأن أغلب الناس لا يستطيعون تحصيل مرامهم من خلال قراءة الدعاء او الذكر او الزيارة مرة واحدة .

وعلى سبيل المثال أن الامراض الجسمية سواء" كانت سطحية أو بدايتها يقدر الانسان على علاجها بنسخة واحدة واما اذا صارت مزمنة وطالت مدة الابتلاء بها احتاج علاجها الى استعمال الادوية مرات عديدة وكذا في الامراض النفسانية , فمن أبتلى بمرض نفسي شديد او لم يكن شديدا" ولكن توغل في النفس وطالت مدة الابتلاء به فأنه لا يمكن رفعة بقراءة الدعاء مرة واحدة بل يلزم تكرار الدعاء حتى يبرأ من المرض كما هو الحال في الامراض الجسمية أيضا" .

فعلى هذا كما ان الامراض الجسدية تحتاج الى تعاطي العلاج بصورة متكررة كيما يؤثر الدواء أثره فكذلك في الامور التي تقع في دائرة الدعاء لابد من تكرار الدعاء حتى نرى أثر اجابته .

نعم قد يتمكن بعض الناس من تحصيل مبتغاهم بقراءة دعاء واحد أو ذكر أسم من أسماء الله تعالى ولكن امثال هؤلاء نوادر في الواقع البشري ولا يصح لسائر الناس أن يتوقع اجابة دعائه بقرائته مرة واحدة .

هذه أحدى جهات التأكيد في الروايات على الالحاح والاصرار في الادعية .

لزوم الدعاء لصاحب العصر والزمان أرواحنا فداه

ان ألزم الدعاء في عصر الغيبة الدعاء لظهور مولانا بقية الله في العالمين , لأنه صاحبنا وصاحب العصر والزمان بل صاحب الامر وولي العوالم .وكيف تجوز الغفلة عنه وهو امامنا , والغفلة عن الامام هي الغفلة من أصل من أصول الدين، فعليك بالدعاء له عليه الصلاة والسلام قبل الدعاء لنفسك واهلك واخوانك .

قال السيد الاجل علي بن طاووس في كتاب جمال الاسبوع : وقد قدمنا في جملة عمل اليوم والليلة من اهتمام اهل القدوة بالدعاء للمهدي صلوات الله عليه فيما مضى من الازمان . ما ينبه على أن الدعاء له من مهمات أهل الاسلام والايمان حتى روينا في تعقيب الظهر من عمل اليوم والليلة دعاء الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليه قد دعا به للمهدي صلوات الله عليه أبلغ من الدعاء لنفسه سلام الله عليه .

وقد ذكرنا فيما رويناه في تعقيب صلاة العصر من عمل اليوم والليلة أيضا" فصلا" جميلا" قد دعا به الكاظم موسى بن جعفر للمهدي أبلغ من الدعاء لنفسه صلوات الله عليهما وفي الاقتداء بالصادق والكاظم عليهما السلام عذر لمن عرف محلهما في الاسلام . جمال الاسبوع :307

وقال السيد الاجل علي بن طاووس بعد ذكر فضائل الدعاء للاخوان :اذا كان هذا كله فضل الدعاء لاخوانك فكيف فضل الدعاء لسلطانك الذي كان سبب امكانك وان تعتقد ان لولاه ما خلق الله نفسك , ولا أحدا" من المكلفين في زمانه وزمانك وان اللطف بوجوده صلوات الله عليه سبب لكل ما أنت وغيرك فيه وسبب لكل خير تبلغون اليه . فأياك ثم أياك ان تقدم نفسك أو احدا" من الخلايق في الولاء والدعاء له بأبلغ الامكان .

واحضر قلبك ولسانك في الدعاء لذلك المولى العظيم الشان واياك ان تعتقد انني قلت هذا لانه محتاج الى دعائك، هيهات هيهات ان اعتقدت هذا فانت مريض في اعتقادك وولائكبل انما قلت هذا لما عرفتك من حقه العظيم عليك واحسانه الجسيم اليك ولانك اذا دعوت له قبل الدعاء لنفسك ولمن يعز عليك كان أقرب الى ان يفتح الله جل جلاله أبواب الاجابة بين يديك .

لأن ابواب قبول الدعوات قد غلقتها _  أيها العبد _ بأغلاق الجنايات , فاذا دعوت لهذا المولى الخاص عند مالك الاحياء والاموات يوشك ان يفتح ابواب الاجابة لأجله فتدخل انت في الدعاء لنفسك ولمن تدعو له في زمرة فضله وتتسع رحمة الله جل جلاله لك وكرمه وعنايته بك لتعلقك في الدعاء بحبله.

ولا تقل : فما رأيت فلانا" وفلانا" من الذين تقتدي بهم من شيوخك بما اقول يعملون وما وجدتهم الا وهم عن مولانا الذي أشرت اليه صلوات الله عليه غافلون وله مهملون فأقول لك :

اعمل بما قلت لك فهو الحق الواضح ومن اهمل مولانا وغفل عما ذكرت عنه فهو والله الغلط الواضح .

أقول :فكيف ترى هذا الامر منهم عليهم أفضل الصلاة والسلام ؟ هل هو كما أنت عليه من التهوين بشرف هذا المقام ؟ ولا تتوقف عن الاكثار من الدعاء له صلوات الله عليه ؟ ولمن يجوز الدعاء له في المفروضات ؟

أقول : فلا عذر لك اذن في ترك الاهتمام . فلاح السائل :33

قال في «مكيال المكارم» : ان الدعاء كما دلت عليه الايات والروايات من أعظم اقسام العبادات ولا شك ان اجل أنواع الدعاء واعظمها الدعاء لمن اوجب الله تعالى حقه والدعاء له على كافة البريات وببركة وجوده يفيض نعمه على قاطبة المخلوقات كما انه لا ريب في ان المراد من الاشتغال بالله هو الانشغال بعبادة الله فهو الذي يكون المداومة به سببا" لأن يؤيده الله في العبادة ويجعله من اوليائه .

فينتج ان المواظبة في الدعاء لمولانا الحجة صلوات الله عليه ومسألة التعجيل في فرجه وظهوره وكشف غمه وتحصيل سروره يوجب حصول تلك الفائدة العظيمة كما لا يخفى .فاللازم على كافة اهل الايمان ان يهتموا ويواظبوا بذلك في كل مكان وزمان .

ومما يناسب ما ذكرناه ويويده ما ذكره الاخ الاعز الايماني الفاضل المؤيد بالتأييد السبحاني الاغا ميرزا محمد باقر الاصفهاني ادام الله تعالى علاه وأتاه ما يتمناه في هذه الايام فانه قال : رأيت ليلة من هذه الليالي في المنام او بين اليقظة والمنام الامام الهمام مولى الانام والبدر التمام وحجة الله على ما فوق الثرى وما تحت الثرى مولانا الحسن المجتبى عليه الصلاة والسلام فقال ما معناه :

قولوا على المنابر للناس وامروهم ان يتوبوا ويدعو في فرج الحجة وتعجيل ظهوره ليس هذا الدعاء كصلاة الميت واجبا" كفائيا يسقط بقيام بعض الناس به عن سائرهم بل هو كالصلوات اليومية التي يجب على كل فرد من المكلفين الاتيان بها الى اخر ما قال والله المتسعان في كل حال .( مكيال المكارم : 1- 338)

أتضح بما ذكرناه لزوم الدعاء لظهور الامام المنتظر ارواحنا فداه.

يتبع ان شاءالله تعالى،نسألكم الدعاء


طباعة   البريد الإلكتروني