ابْنُ قُبَة رازی

(وقت القراءة: 2 - 3 دقائق)

382px 1

ابْنُ قُبَة، أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن بن قبة الرازي (تـ في أوائل القرن ۴هـ/۱۰م)، متكلم إمامي. لاتتوفر معلومات عن سنة ولادته ووفاته وترجمته سوی أنه كان في البدایة معتزلیاً ثم اعتنق بعد مدة مذهب الإمامیة. عُد أبوالقاسم البلخي (ن.ع) من أساتذته، وابن بُطَّة القمي (ن.ع) من تلامذته (ابن أبي الحدید، ۱/۲۰۶؛ النجاشي، ۳۷۵). أثنی علیه كل من ابن شهرآشوب (ص ۹۵) والنجاشي (ن.ص) بأنه متكلم عظیم القدر حسن العقیدة. ویبدو من مناظراته ومجادلاته مع متكلمي عصره الكبار أنه كان یتمتع في زمانه بمهارة خاصة في علم الكلام. وأهم بحث لمتكلمي الإمامیة في عصر ابن قبة هو نقض الشبهات التي كان یوردها متكلمو الفرق الإسلامیة الأخری علی نظریة إمامة الشیعة الاثني عشریة. وروي عن أبي الحسن السوسنجردي قوله «مضیت إلی أبي القاسم البلخي إلی بلخ بعد زیارتي الرضا‌(ع) بطوس، ومعي كتاب الإنصاف لأبي جعفر ابن قبة في الإمامة، فوقف علیه ونقضه بـ المسترشد في الإمامة، فعدت إلی الريّ، فدفعت الكتاب إلی ابن قبة فنقضه بـ المستثبت في الإمامة، فحملته إلی أبي القاسم فنقضه بـ نقض المستثبت، فعدت إلی الريّ فوجدت أبا جعفر قد مات» (م.ن، ۳۷۶). لم یبق من الإنصاف الذي كان من مصادر ابن أبي الحدید في شرح نهج البلاغة (۱/۲۰۶) ورأی فیه قسماً من الخطبة الشقشقیة، سوی جزء ورد في الشافي للشریف المرتضی (۲/۱۲۶-۱۲۷).

ونجد قسماً آخر مما دونه ابن قبة في كمال ‌الدین لابن بابویه (۱/۵۱-۶۰، ۹۴-۱۲۶)، وینم عن مجابهته الكلامیة لاثنین من متكلمي المذاهب الأخری، انتقدا اعتقاد الإمامیة بغیبة الإمام الثاني عشر‌(ع)؛ الأول منهما أبو الحسین علي بن أحمد بن بشار وهو من فرقة الجعفریة الخلّص (ظ: الأشعري، ۱۰۱)، والثاني أبو زید العلوي وهو زیدي نقد ابن قبة آراءه، وقد ألف أبو زید العلوي كتاباً في إثبات مذهبه وردّ مذهب الإمامیة باسم الإشهاد، وألف ابن قبة رداً علیه باسم نقض كتاب الإشهاد (ابن شهرآشوب، ۹۵-۹۶؛ قا: النجاشي، ۳۷۵)، وقد نقل ابن بابویه منه في كتابه المذكور. أورد ابن قبة في هذه الرسالة شبهات أبي زید وأجاب عنها واحدة بواحدة.

ونقل المحقق الحلي (تـ ۶۷۶هـ) في معارج الأصول (ص ۱۴۱) في مسألة جواز التعبد بخبر الواحد عقلاً، رأي ابن قبة الوارد في آثاره الكلامیة الذي یری فیه عدم جوازه، ونقضه (أیضاً ظ: صاحب الفصول، فصل جواز التعبد بخبر الواحد).

وذكر لابن قبة بالإضافة إلی ما ورد من كتبه تآلیف أخری باسم الرد علی أبي علي الجبائي، وكتاب التعریف، والمسألة المفردة في الإمامة (النجاشي، ن.ص؛ الطوسي، ۱/۲۹).

المصادر

ابن أبي الحدید، عبد الحمید، شرح نهج‌ البلاغة، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، ۱۳۷۹هـ/۱۹۵۹م؛ ابن بابویه، محمد، كمال ‌الدین وتمام النعمة، تقـ: علي أكبر الغفاري، طهران، ۱۳۹۰هـ/۱۹۷۰م؛ ابن شهرآشوب، محمد، معالم العلماء، النجف، ۱۳۸۰هـ/۱۹۶۰م؛ الأشعري القمي، سعد، المقالات والفرق، تقـ: محمد جواد مشكور، طهران، ۱۳۶۱ش؛ الشریف المرتضی، علي، الشافي في الإمامة، طهران، ۱۴۱۰هـ؛ صاحب الفصول محمدحسین، الفصول الغرویة، طهران، ۱۲۷۰هـ؛ الطوسي، محمد، الفهرست، مشهد، ۱۳۵۱ش؛ المحقق الحلي، جعفر، معارج الأصول، قم، ۱۴۰۳هـ؛ النجاشي، أحمد، رجال، تقـ: موسی الشبیري الزنجاني، ۱۴۰۷هـ/۱۹۸۶م.


طباعة   البريد الإلكتروني